الأنصاري على خطى والدها.. هل تحوّلت الأحزاب المغربية إلى ورشات لتوريث النفوذ السياسي؟

29 يونيو 2025
الأنصاري على خطى والدها.. هل تحوّلت الأحزاب المغربية إلى ورشات لتوريث النفوذ السياسي؟

الصحافة _ كندا

شدد متتبعون لمسار الحياة السياسية المغربية على أن الأحزاب الوطنية باتت، في كثير من الحالات، تُوظف كمنصات لتوريث النفوذ السياسي بدل أن تؤدي دورها في تأطير المواطن وبناء الوعي الجماعي. وأجمع عدد من المهتمين بالشأن العام على أن الانحراف عن الأدوار الحقيقية للمؤسسات الحزبية قد أفرغها من مضمونها التربوي والسياسي، وحوّلها إلى دوائر مغلقة يتحرك داخلها أبناء وحفدة القيادات التاريخية، بحثًا عن التموقع والامتياز.

وفي هذا السياق، أثارت ترقية نجلة عبد الواحد الأنصاري، رئيس جهة فاس-مكناس والقيادي البارز في حزب الاستقلال، إلى منصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، جدلاً واسعًا حول منطق الوراثة داخل النخب الحزبية، خصوصًا بعدما تمكنت في وقت سابق من دخول قبة البرلمان.

وقد فازت الشابة الاستقلالية بهذا المنصب الدولي خلال المؤتمر الانتخابي الذي احتضنه مقر حزب الاستقلال بالرباط، والمعروف بـ”باب العزيزية”، متفوقة على مرشحة جنوب إفريقيا، أنديل جويس، المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي. وأثار هذا التتويج تساؤلات لدى فاعلين سياسيين حول خلفيات احتضان الحزب لهذه المنظمة الدولية، ومدى حيادها في عملية انتخاب مسؤوليها التنفيذيين.

ورغم الجدل المثار، لم تُخفِ بعض الأصوات الاستقلالية ارتياحها لما وصفته بـ”الاختراق الإيجابي” لهذه المنظمة العالمية، التي كانت تخضع في السابق لهيمنة تيارات محافظة من العالم الأنجلوساكسوني. واعتبروا أن وصول ممثلة مغربية إلى موقع المسؤولية داخل الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي يشكل مكسبًا استراتيجيًا لصوت المغرب داخل المنظمات الشبابية ذات التأثير في السياسات الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد يضم بين صفوفه أحزابًا عالمية نافذة مثل الحزب الجمهوري الأمريكي، الحزب الديمقراطي المحافظ البريطاني، والحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، مما يمنح للمغرب نافذة جديدة للترافع عن قضاياه الوطنية، وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية، داخل الأروقة الشبابية العالمية.

لكن، في مقابل هذا الانفتاح الدولي، يظل النقاش مفتوحًا حول التمكين الحقيقي للشباب المغربي داخل الأحزاب بعيدًا عن منطق القرابة والانتماء العائلي، خصوصًا في ظل تراجع ثقة فئات واسعة من الشباب في جدوى العمل السياسي الحزبي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق