الصحافة _ كندا
يرى الأمير مولاي هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس، أن المغرب سيستفيد من «قطع» العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون أن يعني ذلك إنهاء «روابطه مع الشعب الإسرائيلي».

وفي هذا السياق، يرى ابن عم الملك محمد السادس أن القطيعة ضرورية أيضًا من جانب الأنظمة العربية الأخرى، في مواجهة الغضب الشعبي من الروابط مع إسرائيل. لكنه يوضح طبيعة هذا الإجراء بقوله: “لا يمكننا مقاطعة المجتمع المدني الإسرائيلي. على العكس، يجب أن نجذبهم، ونقنعهم، ونجعلهم حلفاء، حلفاء ليبراليين. لا ينبغي عزلهم”.
وبصفته مديرًا لمعهد الدراسات المعاصرة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى، يرى مولاي هشام أن “المغرب في وضع فريد للقيام بذلك، لأن لدينا تاريخًا من التعايش”. ويقول: “يجب أن نستفيد من ذلك، ونواصل هذه التقليد، لكن بذكاء”.
وفي تناوله للوضع الحالي على المستوى الإقليمي، يوضح الأمير أن “إسرائيل حققت انتصارات عسكرية، خاصة ضد إيران، وتعتقد أن لديها فرصة لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل نهائي”. بالنسبة له، “الحكومات العربية ليست مؤيدة للفلسطينيين” في هذا السياق، “لأنها كانت دائمًا ترغب في إرضاء الولايات المتحدة”. ويضيف: “التوتر يتصاعد ويتطور شعور بالتضامن الشعبي. وبالتالي، تجد الحكومات العربية نفسها في موقف صعب؛ فهي على حافة الهاوية”.
هل الحل القائم على دولتين أصبح من الماضي؟
مع اعتقاده بأن “الحل القائم على دولتين لم يعد ممكنًا” في الوقت الحالي، يؤكد هشام العلوي أنه لن يحدث نزوح جماعي للشعب الفلسطيني من أراضيه. “الفلسطينيون لن يغادروا. وأعتقد أنهم سيقاومون بنضال شجاع سيكون تاريخيًا. لدي انطباع بأنهم في نهاية المطاف سينتصرون”، كما أوضح. “لقد استعمرت إسرائيل كل الأراضي، وأنشأت شبكة طرق وجدران بين المستوطنات، بحيث لم يعد الحل القائم على دولتين موجودًا. إسرائيل لن تتحرك، إلا بالقوة. من الممكن أنه في غضون عشر أو خمس عشرة سنة، قد تتغير الأمور وتُجبر على ذلك، ولكن سيكون الأوان قد فات”.
وسبق لهشام العلوي أن قال في أعقاب 7 أكتوبر 2023، إن “الحل القائم على دولتين لم يعد قابلاً للتطبيق، نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة”، واعتبر آنذاك أن “حل هذا الصراع يكمن في دولة لشعبين، بأحد الأشكال”. وفي السياق نفسه، أكد أنه “بإمكانيات محدودة وعزيمة هائلة”، تمكن الفلسطينيون من تقويض “سياسة الردع” و”أسطورة عدم هزيمة الجيش الإسرائيلي”.
تجد هذه المواقف صدى في مقابلة مولاي هشام مع “إل كونفيدنسيال”. حيث يرى الأكاديمي أنه في الوضع الحالي، قد تكون الحلول المحتملة “إما شكل من أشكال الاتحاد الكونفدرالي، أو شكل من أشكال السيادة المشتركة في مجالات مختلفة”. وقال: “عندما يحين الوقت، أعتقد أنه سيتم العثور على حل. لا ننسى أن المشكلة الأيرلندية استمرت 500 عام. استغرق الأمر خمسة قرون. لا ينبغي أن يكون مستقبل الفلسطينيين بالضرورة مثل مستقبل الأمريكيين الأصليين”.