الصحافة _ بقلم البروفيسور مولاي هشام العلوي
عالج الأمير المغربي هشام بن عبد الله، ابن عم الملك محمد السادس، في مقال له في الموقع الفرنسي الرقمي المتخصص في القضايا الدولية “أوريون 21” تطورات الوضع في فلسطين، مشيرا إلى دخول القضية الفلسطينية منعطفا جديدا مع نهاية ثلاث عقود من الانتظار، واحتمال تحول حركة حماس إلى لاعب سياسي-عسكري مثل حزب الله، مشددا على الحل الديمقراطي.
ويبرز في المقال المعنون بـ”فلسطين: الانتخابات الديمقراطية هي الحل” كيف سقطت الولايات المتحدة سقطة أخلاقية بإنهاء حل الدولتين في عهد الرئيس دونالد ترامب من خلال صفقة القرن، وكيف سارعت بعض الدول العربية لأسباب استراتيجية أمنية إلى استئناف أو نسج علاقات مع إسرائيل لمواجهة النفوذ الإيراني ضمن “اتفاقيات أبراهام”.
ووسط كل هذا الجمود السياسي في المفاوضات وارتفاع العنف من اعتقالات وقتل، يبرز معطى جديد في الساحة الفلسطينية، وهو المقاومة المدنية الممثلة في انفجار احتجاجات حي الشيخ جراح. ويكتب الأمير هشام في هذا الصدد: “على غرار حركات اجتماعية أخرى، فضّل فلسطينيو الشيخ جراح العصيان السلمي عن الصراع المسلح. فضلا عن ذلك، لم تولد هذه الحركة من رحم حماس أو السلطة الفلسطينية، بل منحت للعديد من الفلسطينيين إطارا سياسيا غير مسبوق. يمثل هذا الوضع مفارقة تاريخية. فحتى فترة غير بعيدة، كان من المنتظر أن تؤثر المسألة الفلسطينية في الربيع العربي. لكن ما حصل هو أن فكر المقاومة المدنية الذي ميّز الربيع العربي هو الذي غيّر المعادلة الفلسطينية”.
ويبرز الأمير هشام الباحث من جامعة هارفارد، الآفاق التأثيرية للحركة السلمية الجديدة للشيخ جراح والتي دفعت بإسرائيل إلى التخوف ومحاولة إنهائها في المهد، وبالتالي راهنت على أعلى مستويات العنف والتقتيل، الأمر الذي جلب رد حركة حماس المسلح.
وعمليا، وفق المقال، شكلت أحداث الشيخ جراح منعطفا أولا، في تعاطف العالم مع القضية الفلسطينية ولاسيما في الغرب وأساسا في قلب الولايات المتحدة، وثانيا أنها منحت الفلسطينيين إطارا سياسيا جديدا لم ينبثق من رحم السلطة الفلسطينية أو حركة حماس. ويراهن على الحل الديمقراطي عبر الانتخابات وسط التجاذب الفلسطيني.
ويبرز الأمير كيف تتخوف كل من إسرائيل وحماس من التطور الجديد للعصيان المدني. فمن جهة، وجد العنف الإسرائيلي نفسه هذه المرة مرتبكا أمام الحقوق المدنية والأخلاقية بعد التعاطف الدولي مع انتفاضة الأقصى، ومن جهة أخرى “تأسست رؤية حماس الأيديولوجية على مبدأ الكفاح المسلح لا على حركة شعبية ديمقراطية متجذرة في القدس مهد فلسطين التاريخية”.
ومن ضمن التطورات الجديدة لهذه القضية، هي احتمال تحول حركة حماس بردّها العسكري النوعي في مواجهة إسرائيل إلى لاعب سياسي وعسكري على شاكلة حزب الله اللبناني.
وفي الامتدادات الدولية للنزاع، يبرز الأمير هشام كيف تعزز المحور القطري- التركي كمدافع بارز عن الفلسطينيين، في مواجهة المحور الإماراتي- الإسرائيلي- السعودي، وكيف استعادت الأردن ومصر دورهما بفضل المساعي من أجل وقف إطلاق النار.
القدس العربي.