الصحافة _ كندا
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الثلاثاء 23 شتنبر 2025، بنيويورك، أن مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية يعد الحل الوحيد الواقعي والدائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وفي مداخلة باسم المغرب، خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز أخنوش الدعم الدولي المتزايد لفائدة مخطط الحكم الذاتي وسيادة المغرب على صحرائه، بفضل الدينامية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا الإطار، ذكر بأن غالبية بلدان المنتظم الدولي تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يشكل الأساس الوحيد والبراغماتي وذا المصداقية لتسوية هذا النزاع الإقليمي.
وقال إن دينامية الدعم الثابت “باتت ترسم خطا واضح المعالم، مفاده أن الوقت قد حان لطي صفحة هذا النزاع المفتعل، في احترام تام للسيادة الوطنية للمملكة ووحدتها الترابية”.
وبمنبر الجمعية العامة، استعرض أخنوش التحول السوسيو اقتصادي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية، بفضل النموذج التنموي الجديد والمبادرات الملكية الأطلسية، مسجلا أن هذه المنطقة من المملكة أضحت تفرض نفسها كمنصة استراتيجية في خدمة السلام والأمن والتنمية المشتركة.
من جانب آخر، جدد رئيس الحكومة تأكيد دعم المغرب الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي، من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وفي سياق آخر، أكد أخنوش، دعم المغرب لحل الدولتين في الشرق الأوسط، الذي يظل “السبيل الأوحد” لإرساء سلام دائم وشامل في المنطقة.
كما أبرز أخنوش أن “المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يظل مؤمنا بأن حل الدولتين هو السبيل الأوحد لإرساء سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن هذا الحل “لا يقبل التأجيل أو التهميش، بل ينبغي أن يصبح التزاما أخلاقيا ومطلبا سياسيا فوريا”، مجددا بهذه المناسبة التأكيد على ضرورة فتح آفاق حل سياسي ذي مصداقية، ووضع جدول زمني دقيق، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، جدد رئيس الحكومة أيضا تأكيد دعم المغرب لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وغزة جزء لا يتجزأ منها، دون إغفال أهمية دمج البعد الاقتصادي في عملية السلام.
وبعد أن أشار إلى ضرورة تعزيز الدعم للسلطة الفلسطينية، لتقوية مؤسساتها والاستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني في الأمن والكرامة والتنمية، تطرق أخنوش إلى أهمية إرساء آليات أمنية إقليمية مستدامة، سندها القانون الدولي والاحترام المتبادل.
كما جدد دعوة المملكة إلى تعبئة أكبر للمجتمع الدولي من أجل إخراج المنطقة من الأزمة الراهنة في أفق وضع حد نهائي للحرب، من خلال العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
ويتعلق الأمر أيضا بضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية، دون عوائق أو شروط، وتعزيز الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتنفيذ خريطة الطريق لإعادة الإعمار، التي اعتمدتها القمة العربية الاستثنائية، تحت قيادة السلطة الفلسطينية وبإشراف عربي ودولي مشترك.
من جانب آخر، جدد رئيس الحكومة التأكيد على التزام المغرب الثابت، بقيادة الملك، بالدفاع عن الأماكن المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، مسجلا أن هذا الالتزام يتجلى من خلال العمل المشترك للدبلوماسية المغربية ووكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية للجنة القدس.
وقال إن هذه الوكالة تنجز ميدانيا مشاريع حيوية تروم صون الوضع القانوني للقدس وحماية هويتها الثقافية ودعم الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما عبر أخنوش عن تضامن المملكة مع قطر وسوريا ولبنان إزاء الاعتداءات التي تتعرض لها أراضي هذه الدول الشقيقة من طرف إسرائيل.
وأكد، في الختام، أن المغرب يدعو إلى حلول سلمية للأزمات في ليبيا واليمن والسودان والصومال، ترتكز على احترام سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، بعيدا عن التدخلات الأجنبية.