بقلم: عبد الغني موساوي
أزمة حليب أم هي أزمة تقوليب ….
مشكلتنا ليست مشكلة حليب بل مشكلة وزراء و مسيريين
نحتاج إلى العقول و ليس إلى واجهات و مناصب تذكارية
من التعيين إلى التقنين ..
من البطاطا إلى الحليب …
هو حال الأزمات الجزائرية و التدهور الذي تعيشه الجزائر ..
حين يحاول الوزير بكل ما يملك من شهادات و خبرات و أفكار عبقرية أن يعالج مشكلا يخلق أزمة كبرى ..
جزائر الخطابات بإمتياز …
في تصريح له قال : انه سيعمل في القضاء على البارونات التي تسير الأسواق و العصابة التي تتحكم في أوتار التجارة بالجزائر ..
تصريح قوي ، يدل في لهجته الصارمة على تحد واضح و ثقة كبيرة ، و لكن الفعل يقول عكس ذلك تماما ..
فهل ستسقط العصابات بتقنين الحليب سيادة الوزير …؟
أم أن الشعب سيكون اول ضحية ..
التغيير لا يتم بتغيير لهجة الخطابات و رفع التحدي في وجه العصابات دون خطة مدروسة و دراسات مسبقة .
أم هي خبراتكم و شهاداتكم تقول عكس ذلك ..
لم يعد يحتاج الشعب الجزائري إلى من يمسح على رأسه هو بحاجة اليوم إلى من يمسك بيده و يقول من هنا يجب أن نبدأ … .
كفاكم سخرية ..كفاكم ..
هي هكذا الحكومة الجديدة ..فماذا تتوقعوا أكثر من هذا إن كان خلق الأزمات من مهمة وزير قالوا أنه خبير و محلل و بروفيسور في الإقتصاد ..
الله يحفظ ..
حكومة تتشكل من 39 وزيرا ، وهذا مايعني صب الإهتمامات حول 39 مجالا ..
فأين هي بقية المجالات الأخرى .. بل لماذا و أين بكل هذا العدد و الدولة لازالت عالقة تتخبط وسط منظومات فاشلة
بين مجالي التعليم و الصحة فقط ..
إنحطاط و سقوط حر بالتعليم و جرائم ترتكب بمجال الصحة بسبب أخطاء طبية فادحة ..
فما الذي يصرخ به اليوم وزير التجارة ، و ما الذي يحاول أن يعالجه، إن كانت المنظومة بأسرها كاسدة ، وليس تقنين الحليب هو المشكلة ..حتى و إن كان المشكلة ..
فالحلول لا تتم هكذا دون مراعاة لكل الجوانب
و متى كانت الحلول في المسارعة إلى الخطابات و إصدار القرارات دون اللجوء إلى خبراء و مختصين لدراسة الوضع العام و الإحاطة بحيثيات المشكلة ..
ليس سعر الحليب هو ما يعاني منه المواطن الجزائري ، إن لم نحقق إكتفاءا بهذه المادة الإستهلاكية فكيف سنقنن الأسعار
في غياب الإكتفاء الذاتي يبقى المواطن البسيط يصارع كل صباح و مساء لأجل الحصول على كيس من الحليب لا أكثر ..
فهل التقنين سيكون الحل للخروج من الأزمة..أم أن الوزير يعاني من قصر في النظر و أدخل بقراراته المتسرعة الجزائر في أزمة أكبر ..
محاربة العصابة كما صرح في خطابه لا يتم هكذا ، محاربة العصابة لاتتم من المنابر و بالخطابات ، تتم بالتخطيط و الابتكار ، إن كانت بداية وزير التجارة هكذا ..
فماذا عن الميادين الأخرى ..
هي هكذا الجزائر بتشكيلتها الحكومية الجديدة ، مجرد إستنساخ للنظام القديم فقط
تغيرت لهجة الخطابات و صارت موجهة ، و أصبح هناك كلمة مفتاحية يمارسها كل مسؤول لإقناع الفرد و حشو العقول ..
عصابة …و سنقضي على العصابة ..
تحت شعار الحكومة التقنوقراطية و الخطابات المهجنة تسير الجزائر نحو المجهول ..
أزمات مقصودة يخلقها النظام بطريقة أو بأخرى ، لتشتيت الإنتباه و التغطية عن مخططاته الفاشلة التي يحاول تمريرها تحت الطاولات بعيدا عن صوت الشعب و ما يصرخ و يطالب به بمسيرات الحرية….
#الوعي
#مسيرة الحرية