الصحافة _ كندا
تسلّم المغرب قبل أيام قليلة مروحيات الأباتشي الأكثر تطورًا، ما أثار اهتمام الإعلام الإسباني، خصوصًا صحيفة “الإسبانيول” التي وصفتها بأنها “طائرات هجومية بقدرات تسليحية عالية، مشابهة لمروحيات تايغر الإسبانية”. وأشار التقرير إلى أن عملية التسليم بدأت في 27 يناير من مصنع “بوينغ” في أريزونا، مرورًا بتكساس، قبل أن تواصل المروحيات رحلتها إلى المغرب جوًا أو بحرًا.
الرباط أعلنت في يونيو 2020 عن اقتناء 24 مروحية أباتشي مع 12 أخرى اختيارية، في صفقة بلغت قيمتها 1.4 مليار يورو، بعد تقديم الطلب في غشت 2019. لكن بعد أشهر فقط، وفي ظل إدارة ترامب، تم رفع العدد إلى 36 مروحية بقيمة 3.9 مليار يورو، متضمنة التجهيزات والتسليح والتدريب والدعم اللوجستي. ووفقًا لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA)، فإن هذه الصفقة تعزز الأمن القومي الأمريكي من خلال دعم “حليف رئيسي من خارج الناتو”، مؤكدة أن المغرب “قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا”.
في السنوات الأخيرة، شهد التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة تطورًا ملحوظًا، خاصة مع تنفيذ برامج عسكرية كبرى عززت القدرات الدفاعية المغربية. كما أن احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يضيف بُعدًا سياسيًا لدعم المغرب، خصوصًا في ملف الصحراء. وبقيادة الملك محمد السادس، تمر القوات المسلحة الملكية بمرحلة تحديث شامل تشمل إدخال تقنيات عسكرية متقدمة، ومن بينها مروحيات الأباتشي، التي ستحط في القاعدة الجوية بخريبكة التي خضعت مؤخرًا لعملية تجديد واسعة استعدادًا لاستقبالها.
الصفقة تمنح المغرب قوة جوية ضاربة، بفضل مروحيات هجومية قادرة على التعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية، وتعزيز قدرات التشغيل المشترك مع القوات الأمريكية والحليفة. فالمروحيات الجديدة، التي بدأ تصنيعها في نونبر 2023، لم تسجل أي ساعات طيران عند خروجها من خط الإنتاج، مما يضمن جاهزية تشغيلية عالية وصيانة أقل تكلفة.
يُعد الطراز AH-64E أحدث نسخة طورتها “بوينغ ديفينس”، حيث يتميز بتقنيات متطورة تشمل أنظمة اتصالات وملاحة وأجهزة استشعار متقدمة. كما أن المحركات General Electric T700 تمنح المروحية قوة دفع كبيرة، وهي نفسها المستخدمة في مروحيات بلاك هوك. ومع سرعة تصل إلى 300 كلم في الساعة وارتفاع تحليق أقصى يبلغ 6000 متر، تنضم القوات الجوية الملكية المغربية إلى نخبة الدول المالكة للأباتشي، إلى جانب الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، هولندا، السعودية، مصر، الإمارات، وإسرائيل.
إحدى المزايا الفريدة للمروحيات المغربية هي قدرتها على التحكم في الطائرات المسيّرة، وهو مجال استثمر فيه المغرب بشكل استراتيجي في السنوات الأخيرة. وحتى دخولها للخدمة الفعلية خلال الأسابيع المقبلة، يواصل سلاح الجو الملكي تشغيل أسطول من مروحيات SA342 الفرنسية التي لطالما شكلت العمود الفقري لمهام الاستطلاع، لكنها تفتقر للقدرات الهجومية التي توفرها الأباتشي. ومع هذا التطور، يعزز المغرب تفوقه العسكري، ويؤكد مكانته كقوة إقليمية لا يستهان بها في شمال إفريقيا.