الصحافة _ كندا
في إنجاز علمي جديد يعزز الآمال بإمكانات معدنية واعدة في المغرب، كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية “Scientific Reports” التابعة لمجموعة “نيتشر” عن مؤشرات قوية لتحولات حرارية مائية مرتبطة بتراكمات معدنية ثمينة، من بينها الذهب، في منطقة “نواة موݣور” بالأطلس الكبير الشرقي.
الدراسة، التي اعتمدت على تقنيات متقدمة في الاستشعار عن بُعد باستخدام صور الأقمار الصناعية “ASTER” و”SENTINEL-2″ و”ALOS”، خلصت إلى أن التكوينات الجيولوجية بالمنطقة، شمال قرية ݣرامة بإقليم ميدلت، تُظهر أنماطاً من التحول المعدني تدل على وجود نظم حرارية مائية غنية بمعادن الحديد والكوارتز والكاولينيت والإليت والهِماتيت.
ويقود فريق البحث الدكتور عبد اللطيف عمراوي من جامعة القاضي عياض بمراكش، إلى جانب كل من حسن إبوح ويوسف بامو، والخبير عبد الواحد فرح، وعلي شبل من جامعة “ديبريسين” بالمجر.
الدراسة العلمية سلّطت الضوء على الدور المحوري للبنية التكتونية والصدوع، مثل “تيت ن’علي” و”تيجان” و”تاملهل”، في تحديد مواقع التمعدن، موضحة أن هذه الصدوع تشكل مسارات طبيعية لصعود السوائل المعدنية الحاملة للذهب والمعادن الثمينة.
وأشارت نتائج التحليل الطيفي متعدد المستشعرات إلى وجود مؤشرات أولية على الذهب، حيث تم رصد تراكب لمعادن الطين والمعادن المؤكسدة داخل شبكات الشقوق في الصخور الكاربوناتية، وهي ظروف جيولوجية مثالية لترسيب الذهب.
وتمكنت الدراسة، بفضل تقنيات تحليل الطيف المنفصل (SAM) ونسبة الطيف الموجه (BRR)، من رسم خرائط دقيقة للتحولات الحرارية المعدنية، ما يوفر خريطة طريق للمستثمرين في مجال الاستغلال المعدني، خاصة في منطقة يصعب فيها التنقيب التقليدي بسبب التضاريس الجبلية الوعرة.
ويؤكد الباحثون أن النتائج تتقاطع بشكل كبير مع المعطيات الجيولوجية السابقة، مما يعزز مصداقية هذه المنهجية ويفتح الباب أمام مشاريع استثمارية مستقبلية في قطاع المعادن، خاصة في ظل حاجة المغرب لتثمين ثرواته الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية في مناطقه الجبلية.