الصحافة _ كندا
في أول رد سياسي من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار على الجدل الذي أثارته تصريحات محمد أوجار بشأن “تحكم الولاة والعمال” في القرار المحلي، خرج سعيد اشباعتو، المنسق الجهوي للحزب بجهة درعة-تافيلالت، برسالة واضحة تؤكد وجود انزعاج داخلي من الانزياحات الخطابية التي أطلقها أوجار الأسبوع الماضي.
وجاء رد اشباعتو خلال لقاء “مسار الإنجازات” المنعقد بالراشيدية بحضور رئيس الحزب عزيز أخنوش، حيث خصص جزءاً من مداخلته لتصحيح الانطباع الذي تركته تصريحات أوجار، دون أن يسمّيه مباشرة، في خطوة قرأها مراقبون باعتبارها محاولة لفرض الانضباط السياسي داخل الحزب وإعادة ضبط بوصلته تجاه وزارة الداخلية.
وكان أوجار قد فجّر نقاشاً واسعاً بعد حديثه عن أن الجماعات والجهات “تدار فعلياً” من طرف الولاة والعمال، وأن سلطة المنتخبين “محدودة”، وهي التصريحات التي أثارت استغراباً داخل الأغلبية نفسها، بالنظر إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار ظل من أقرب الأحزاب للإدارة الترابية منذ تأسيسه.
اشباعتو قدّم بالمقابل رواية مغايرة تماماً، قائلاً: “نحن ديمقراطيون، وما نحافظ عليه هو قوة القانون. الإدارة الترابية هي إدارة صاحب الجلالة ونريدها قوية، ونشتغل معها وفق توجيهات الملك وحماية كرامة الساكنة”.
وبلهجة مباشرة، شدد على أن التعاون بين المنتخبين والسلطات الترابية “سلس وقائم في الجهة كما في باقي جهات المغرب”، مؤكداً أن رئيس الحزب عزيز أخنوش “يشتغل مع الولاة والعمال في أفضل الظروف”، في ما اعتُبر رسالة تطمين موجّهة إلى وزارة الداخلية، خصوصاً بعد التأويلات التي رافقت تصريحات أوجار.
ويرى متابعون أن هذا الرد لم يكن معزولاً، بل جاء ليطوي صفحة تصريح فاجأ قيادة الحزب وأحدث ارتباكاً داخلياً، دفع عدداً من أطر الأحرار إلى طلب إرجاع النقاش إلى ضوابط الخطاب السياسي المعتاد، بما يحافظ على العلاقة الاستراتيجية بين رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية.
وبذلك، تحول لقاء “مسار الإنجازات” بالراشيدية إلى أول منصة داخل الحزب تُستخدم لترميم الشرخ الذي أحدثته تصريحات أوجار، في لحظة سياسية دقيقة، تتطلب خطاباً منسجماً داخل الأغلبية، وتنسيقاً محكماً بين مكونات السلطة التنفيذية والإدارة الترابية.
