الصحافة ــ مصطفى طه
نموذج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي ينفرد به المغرب، هو مشروع تنموي، الهدف منه محاربة الفقر والهشاشة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين المغاربة، من خلال الحد والتصدي للعجز الاجتماعي بالمناطق الحضرية والقروية الأشد خصاصا، تشجيع المشاريع الهادفة المدرة للدخل القار والمتاحة لفرص الشغل، وكذلك العمل على الاستجابة للمتطلبات الرئيسية والضرورية، للأشخاص في وضعية صعبة.
رغم كل هذه المجهودات، فهذا النموذج الطموح و الهام، عان من عدة خروقات و اختلالات، تتعلق بالأساس بجدوى بعض المشاريع، التي تحولت مع كامل الأسف إلى بقرة حلوب، يتم تقسيم إنتاجها دون أية رؤية واضحة المعالم التي جاءت بها.
المعلومات الرسمية، تبين انه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمكن من انجاز أكثر من 44 ألف مشروع، من بينها 8800 مشروع مدر للدخل، باستثمار إجمالي قدر ب 40 مليار درهم، لصالح أكثر من 10 مليون مستفيد، و تصب هذه المشاريع، في تأهيل مراكز الاستقبال و الإيواء، دعم الخدمات الصحية و التعلم، خلق أنشطة مدرة للدخل و دعم التنشيط الثقافي و الرياضي.
هذه المشاريع و رغم هذا الدعم الكبير الذي عرفته، جعلتها خارج التغطية، بسبب غياب و ضعف أفاق السياسات العمومية و الاضطرابات التي تعاني منها عدد من الخدمات الاجتماعية.
هذه المعطيات، توضح أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا تزال لحد الآن برنامجا إضافيا و تكميليا لمحاربة و الحد من الفقر و الهشاشة، لأنه ورش مازال ورشا سياديا، لا يريد له من منافس، يعمل خارج نطاق باقي السياسات القطاعية بموارد متواضعة، لا تفتح له المجال لوضع البصمة الايجابية على التنمية البشرية.
غياب أفاق واضحة، حول الأولويات و الاختلالات، التي يجب معالجتها بسياسات عمومية ناجعة و ناجحة، جعلت نسبة الفقر ثابت لا يتحرك خاصة في المناطق القروية ب 5،89 بالمائة.