الصحافة _ كندا
شهدت العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع لقاءً دبلوماسياً مغلقاً جمع مسؤولين رفيعي المستوى من المغرب والولايات المتحدة وفرنسا، خُصص لبحث آفاق بلورة خارطة طريق ثلاثية مشتركة بخصوص نزاع الصحراء، في ظل اقتراب موعد الجلسات الدورية لمجلس الأمن الدولي حول الملف في أكتوبر المقبل.
مصادر مطلعة كشفت أن الاجتماع شهد مشاركة مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، والذي سبقت زيارته لباريس جولة في الجزائر التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، ضمن تحركات إقليمية يُرتقب أن تشمل المغرب أيضًا.
ويُعد هذا اللقاء الثلاثي تطورًا دبلوماسيًا لافتًا في سياق الجهود الدولية الهادفة إلى إعادة تحريك العملية السياسية المتعثرة تحت إشراف المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، وسط حالة من الجمود استمرت لأشهر.
وتزامن هذا التحرك مع خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس، والذي شدد فيه على انفتاح المملكة على حل سياسي نهائي يقوم على مبدأ “لا غالب ولا مغلوب”، ويضمن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويدعم مسار الأمم المتحدة كإطار وحيد لتسوية النزاع.
وفي السياق نفسه، أكد السفير الأمريكي المعيّن لدى الرباط، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ، على ثبات موقف واشنطن من النزاع، واعتبر أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، الصادر سنة 2020، يظل مرجعية أساسية، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل الخيار الأكثر جدية وواقعية.
المعطيات المتداولة حول الاجتماع توحي بإعادة تموقع فرنسي أمريكي في الملف، وسط ضغوط متصاعدة على الأطراف المعنية قبيل محطة مجلس الأمن، التي قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في مسار التسوية.