الصحافة _ كندا
في مداخلة سياسية قوية، جدد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تمسكه بثوابت الموقف الوطني للمملكة المغربية، مؤكدًا أن موقفه من القضايا الإقليمية والدولية ينبني على مبدأ الولاء للوطن أولًا وأخيرًا، دون أن يتنافى ذلك مع الانتصار للقضايا العادلة في العالم الإسلامي، وعلى رأسها قضية فلسطين.
وخلال افتتاح المؤتمر الجهوي للحزب بجهة فاس مكناس، قال ابن كيران: “حين يكون المغرب في مواجهة أي دولة، بما في ذلك إيران، فأنا مع بلدي دون تردد، لكن حين تتغير السياقات وتصبح المواجهة بين إيران وإسرائيل، فإن الانحياز الطبيعي يكون لمن يرفع راية الإسلام ويدعم المقاومة الفلسطينية”.
وأوضح رئيس الحكومة الأسبق أن دعمه لإيران في الظرفية الراهنة لا يعني انخراطًا في أجندة سياسية، بل هو نابع من موقف مبدئي وأخلاقي، يُمليه الانتماء الحضاري والديني، مؤكدًا أنه لطالما ساند المغرب في خلافاته مع طهران، وأن ذلك لم يكن موضع مزايدة، بل قرار نابع من الوفاء للمؤسسات الوطنية.
وأضاف ابن كيران: “نحن لا ننتظر مقابلاً من أحد، ولا نمارس السياسة بمنطق الصفقات، بل نساند من يقف إلى جانب المستضعفين ويدافع عن المقدسات، حتى وإن كنا نختلف معه مذهبيًا أو فكريًا”. واستحضر في هذا السياق الآيات القرآنية التي تتحدث عن الانتصار للمظلومين، مشددًا على أن نصرة الحق لا ترتبط بهوية الجهة الداعمة له، بل بصفاء النية وعدالة القضية.
وفي سياق متصل، وجه ابن كيران رسائل مباشرة إلى الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن الاغتيالات والتصعيد العسكري لن تضمن لإسرائيل الأمن ولا الشرعية، ومشدّدًا على أن الأمة الإسلامية، رغم جراحها، باقية ومستمرة في دعم فلسطين وقضاياها العادلة. وقال: “لقد سبقتكم إلى هذه الأرض إمبراطوريات جبارة اندثرت، وظن أهلها أنهم خالدون، لكن الحق ينتصر ولو بعد حين”.
وفي ختام كلمته، دعا ابن كيران إلى إعادة الاعتبار لقيم الإنصاف والتعايش، محذرًا من مغبة الاستكبار والعدوان، ومذكرًا بأن التاريخ لا يرحم الظالمين، وأن الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها لا تُهزم.