الصحافة _ الرباط
أكد الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، نور الدين بلحداد، أن الدبلوماسية المغربية حققت هذه السنة مجموعة من الإنجازات الهامة بفضل السياسة الرشيدة للملك محمد السادس التي أفضت إلى اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة التامة للمملكة المغربية على صحرائها.
وأبرز بلحداد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب حقق العديد من الإنجازات المهمة همت قضايا ذات بعد إقليمي إفريقي ودولي، مبرزا أن الحضور المغربي كان وازنا خاصة في بعده الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف الجامعي أن المغرب، ومن خلال عمله ووساطاته في الملف الليبي، رسخ نفسه كفاعل دبلوماسي رئيسي في المنطقة، مؤكدا حرص المملكة على العمل من أجل حل هذا النزاع “في إطار الأخوة والصداقة والتضامن” مع الشعب الليبي الشقيق.
وحسب الباحث في الشؤون الإفريقية فإن “العالم كله يرى أن أي طرف تدخل في الملف الليبي إلا وله مطامع اقتصادية أو استراتيجية، في حين أن المغرب أعلن بطريقة رسمية منذ البداية أن له موقفا محايدا من النزاع الليبي، وانخرط في الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، لكن بدون أي مطمع اقتصادي أو تجاري”.
وسجل المتحدث أن المغرب راكم تجارب في العديد من البلدان الإفريقية من خلال مشاركته في قوات حفظ السلام في إطار البعثات الأممية، ومن خلال مستشفياته العسكرية الميدانية، مبرزا أن العديد من وسائل الإعلام الدولية نوهت بالسياسة الرشيدة لجلالة الملك.
وأضاف أن الحضور المغربي في إفريقيا أصبح وازنا، خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فهو ثاني مستثمر في إفريقيا، موضحا أن هذه السياسة التنموية كان الهدف منها أولا إشراك الشباب المغربي والإفريقي في استغلال خيرات إفريقيا لفائدة الأفارقة أنفسهم.
كما أن تصدي المملكة للإرهاب في دول الساحل، وجهود المغرب لاستئصال جذوره، عمل ثمنته العديد من الزعامات الإفريقية والدولية.
وأبرز الجامعي أن المغرب تصدى لقضايا الهجرة وفق مقاربة إنسانية “حيث وفر شروط الإقامة للعديد من أبناء إفريقيا”، مشيرا إلى أن المملكة عوض أن تكون محطة للعبور، أصبحت محطة للاستقرار”.
ومن جهة أخرى، أكد السيد بلحداد أن اعتراف الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، بمغربية الصحراء “نزل كالصاعقة على أعداء الوحدة الترابية للمملكة”.
كما سلط الضوء على التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021″، التي تم تنظيمها، في الفترة من 7 إلى 18 يونيو الماضي بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من جنود الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.
وقال في هذا الصدد، إن تمرين “الأسد الإفريقي 2021″، يعد أحد التدريبات الرئيسية والكبرى التي تنظمها وتديرها القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) بشراكة مع القوات المسلحة الملكية، بهدف تعزيز مستوى التعاون والتدريب، وزيادة قابلية التشغيل البيني وكذلك تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين المكونات العسكرية المختلفة من أجل تمكينها من تحقيق قدرتها التشغيلية الكاملة.
وأوضح السيد بلحداد أن “أمريكا بقوتها وعتادها كقوة ضاربة في العالم جلبت أحسن عتادها للمشاركة في هذه المناورات التي أجريت قرب الحدود مع الجزائر، وهو ما يشكل دليلا واضحا لمن يتطاول على مغربية الصحراء ويشكك فيها.
وأضاف أن “الأسد الإفريقي” صفعة لكل من يعاكس المغرب أو يفكر في الضغط عليه، مشيرا إلى أن المغرب “أصبح دولة يحسب لها ألف حساب”.
وخلص الباحث إلى أن هذه المناورات هي أيضا دليل على العلاقات التاريخية والمهمة للمغرب من موقعه الاستراتيجي مع العديد من الدول عبر العالم.