الصحافة _ كندا
في خطوة غير متوقعة، تم استبعاد شركة ألستوم الفرنسية من مناقصة ضخمة أطلقها المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي (ONCF) لتوريد 150 قطارًا تقليديًا، وهو عقد كان يشهد منافسة شرسة بين كبرى الشركات العالمية في قطاع النقل السككي. ووفقًا لما كشفته قناة BFM الفرنسية، فقد تم حصر المنافسة حاليًا بين هيونداي روتم الكورية الجنوبية وCAF الإسبانية، بينما تم إقصاء كل من ألستوم الفرنسية، تالغو الإسبانية، وCRCC الصينية.
تفيد التقارير بأن هيونداي روتم باتت الأقرب للفوز بهذه الصفقة، بفضل عرضها المتكامل الذي يتضمن إنشاء مصنع محلي لتصنيع القطارات في المغرب، إلى جانب نقل التكنولوجيا وتدريب الأطر المغربية، وهو ما منحها امتيازًا تنافسيًا قويًا أمام اللجنة المكلفة بتقييم العروض. وتشمل الصفقة توريد 40 قطارًا بين المدن، 60 قطارًا سريعًا، و50 قطارًا للضواحي، إلى جانب عقد صيانة يمتد لـ20 عامًا، في مشروع طموح يعكس رؤية المغرب لتعزيز بنيته التحتية استعدادًا لكأس العالم 2030.
ورغم استبعادها من هذا العقد، لم تخرج ألستوم خالية الوفاض، حيث تمكنت من الظفر بعقد آخر يتعلق بتوريد 18 قطارًا فائق السرعة من طراز “Avelia Horizon”، الذي يعتمد على نفس المنصة المستخدمة في قطارات TGV M الفرنسية. ومن المتوقع أن يتم التوقيع الرسمي على هذا العقد بعد انتهاء فترة الطعون القانونية.
تقدر تكلفة هذا المشروع الضخم بما بين 750 مليون يورو ومليار يورو، وفقًا للخيارات المتعلقة بالصيانة والتمديدات الإضافية. كما أن فرنسا تساهم جزئيًا في تمويله، بعد التوصل إلى اتفاق حول “تسهيلات تمويلية” خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي. ووفقًا للجدول الزمني، فإن عمليات تسليم القطارات الجديدة ستبدأ بحلول عام 2030، في إطار استراتيجية المغرب لتعزيز قدراته في قطاع النقل السككي، وتأكيد موقعه الريادي في القارة الإفريقية.