الصحافة _ وكالات
زعمت إسرائيل أن اليهود تعرضوا للاضطهاد في بلدان مثل المغرب، ما أفضى إلى هجرتهم إلى فلسطين، داعية إلى إضفاء صفة “لاجئين عليهم”.
ودعت إسرائيل الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى التعامل مع الآف من اليهود الذين غادروا البلدان العربية والإسلامية في القرن الماضي، كلاجئين، حسب ما نقلته وكالة أسوشايتد بريس.
وأخبر داني دانون، سفير إسرائيل بالأمم المتحدة، الجمعية العمومية للمنظمة بأن إسرائيل تخطط لاقتراح قرار حول من تعتبرهم اللاجئين اليهود المنسيين، في رد على ما تراه تركيزا على اللاجئين الفلسطينيين.
ولم يقدم تفاصيل حول القرار الذي تريد إسرائيل استصداره من المنظمة الأممية، غير أنه شدد على أن ذلك سيراد منه “إنصاف اليهود الذين عانوا جراء اللجوء”.
وجاءت ملاحظات السفير الإسرائيلي في سياق مناقشة الجمعية العمومية لمشروع قرار يذكر بالمواقف المعبر عنها منذ سنوات حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ويشير المقترح بمواصلة المساعدات الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين وقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة بعد حرب 1967، وهي مستوطنات تمعن إسرائيل في بنائها في تلك الأراضي، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ضدا على قرارات الأمم المتحدة.
وقد صرح دانون في ترويجه للرواية الصهيونية، بأن حوالي 850 ألف يهودي أجبروا على مغادرة العراق ومصر والمغرب وإيران والعديد من البلدان خلال القرن العشرين، بعدما تعرضوا لأعمال عنف واضطهاد، مدعيا أن العديد هربوا في اتجاه دولة إسرائيل في سياق خلقها في 1948.
وقال “المجتمع الدولي، كما هو الحال في كثير من الأحيان، مرتاح للتركيز فقط على اللاجئين الفلسطينيين بينما يمحو قصة مئات الآلاف من اليهود من صفحات التاريخ”، مضيفا “إسرائيل ستعبر عن الحقيقة وتصحح الظلم التاريخي من خلال وضع حد للصمت المطبق من جانب المجتمع الدولي”.
يشار إلى أن الخارجية الإسرائيلية كانت رعت، قبل ست سنوات، مؤتمرا دوليا في الأمم المتحدة، حيث اختارت عنوانا له حول العدالة للاجئين اليهود من الدول العربية، حيث طالب بتعويضات لا تقل عما يطالب به اللاجئون الفلسطينيون.
وتختلف روايات المؤرخين الإسرائليين حول سبب حلول اليهود بإسرائيل، حيث يعتبر فريق منهم أن إسرائيل استفادت كثيرا من هجرتهم، حيث اعتبرتهم احتياطيا سكانيا، بينما يزعم فريق آخر أنهم أكرهوا على الهجرة في سياق المضايقات التي تعرضوا لها في ظل الصراع العربي- الإسرائيلي.
غير أن مختلف الروايات تؤكد على دور الوكالة اليهودية، التي هجرت الفقراء اليهود من البلدان العربي، بينما هاجر الميسورون منهم إلى أوروبا وأستراليا وأمريكا وإفريقيا.
وكانت أكبر موجه هجرة من المغرب إلى إسرائيل سجلت بين 1948 و1971، حيث قدر عددهم بحوالي 200 ألف.
وفي الوقت الذي يسعى مسؤولون ومؤرخون إلى التأكيد على ما تعرض له الفلسطينيون من تقتيل وتهجير في 1948، كان من الآثار الجانبية للحرب، يؤكد المؤرخ الإسرائيلي أن ذلك جاء تطبيقا لمخطط تطهير عرقي مخطط له عن سبق إصرار وترصد، مشددا على أن التطهير العرقي رعته المليشيات التي قادها ديفيد بن غوريون الذي قال في مذكراته: “إني مع الطرد الإجباري، ولا أرى أي شيء غير أخلاقي فيه”.
هذه القناعة لدى بن غوريون، وجدت ترجمتها عبر خطة “داليت”، التي استدعت تقسيم فلسطين إلى 12 منطقة، مع توجيه أوامر للمسلحين الصهاينة بنشر جو من الخوف ومحاصرة وقصف القسري وإضرام النار في المنازل وتهجير السكان الأصليين وقتل كل حامل للسلاح أو من يستطيع حمل السلاح، بل إن التعليمات شددت على وضع الألغام تحت أنقاض المنازل، من أجل قطع دابر كل من يحاول العودة إلى منزله.
وكان من نتائج تلك الخطة، كما يوضح إيلان بابي، احتلال 200 قرية فلسطينية وتهجير 250 ألف فلسطينية بين التاسع من أبريل وماي 1948، بل إن المؤرخ يشير إلى أن مليشيات الصهاينة أمعنت في تطبيق خطة التطهير العرقي، عبر المضي في القتل في 531 قرية ومدينة بين قرار التقسيم وماي 1948.