الصحافة _ كندا
بعد سنوات من الترويج لفكرة “الحدود الذكية”، تستعد إسبانيا لإطلاق نظام حدودي جديد قائم على الذكاء الاصطناعي في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في خطوة تهدف إلى تعزيز المراقبة وتحديث أنظمة العبور بحلول أكتوبر المقبل. المشروع، الذي تشرف عليه شركة “TRC”، يمثل تحولًا كبيرًا في إدارة الحدود، حيث يعتمد على تقنيات تحليل الفيديو المتقدمة، والتعرف التلقائي على لوحات المركبات، وقواعد بيانات متكاملة تتيح لقوات الأمن تتبع حركة المسافرين بكفاءة غير مسبوقة.
خصصت إسبانيا 7.5 مليون يورو لهذا النظام، الذي يتضمن تقنيات التعرف على الوجوه، ما يسمح بعبور تلقائي تقريبًا للمسافرين المنتظمين، إلى جانب أنظمة مراقبة متطورة للمركبات تتفاعل مباشرة مع قاعدة بيانات الشرطة الإسبانية. هذه الخطوة تأتي لتعزيز الأمن، ولكنها تثير أيضًا تساؤلات حول دور التكنولوجيا في تكريس الاحتلال وتقييد حركة العابرين المغاربة، خاصة أن الحدود الرقمية تفتح الباب أمام إجراءات انتقائية أكثر تشددًا ضد فئات بعينها.
ورغم ما يروّج له المشروع من وعود بـ”تقليل الازدحام” وتحسين تجربة العبور، فإن التحديات لا تزال قائمة، مع استمرار الشكاوى بشأن طول فترات الانتظار والممارسات القمعية المتعلقة بمصادرة البضائع. فالحدود الذكية قد تكون فعالة في ضبط التدفقات البشرية والاقتصادية، لكنها لن تحل إشكالية التعامل التمييزي مع العابرين المغاربة الذين يعانون من قيود الاحتلال يوميًا.
تتزامن هذه التحديثات مع الاستعدادات لانتخابات OPE 2026، التي ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى فعالية هذه التكنولوجيا في التعامل مع التدفقات الضخمة من المسافرين والمركبات. وإذا نجح هذا النظام، فقد يتحول إلى نموذج أمني أوروبي يُطبّق في حدود أخرى، مما يعزز سياسات التحكم المشدد في الهجرة والتجارة، ويضع مزيدًا من العقبات أمام حرية التنقل.