الصحافة _ وكالات
على الرغم من التحسن الكبير في العلاقات الدبلوماسية المغربية الاسبانية، تغيب الجارة الشمالية اسبانيا، للسنة الثانية على التوالي، عن مناورات الأسد الافريقي، التي انطلقت هذا الأسبوع في المغرب، والتي تعد هذه النسخة 18 منها، الأضخم على الإطلاق، بمشاركة 7500 عنصر وعشرة بلدان و20 ملاحظا عسكريا.
ولن تشارك إسبانيا للعام الثاني على التوالي في هذه المناورات، على الرغم من اهتمامها بضبط الإرهاب في منطقة الساحل، ومع ذلك، يظهر علم إسبانيا في هذا الإصدار على ملصق المشاركة، ويؤكد كل من المغرب ووزارة الدفاع الإسبانية دعوة إسبانيا.
وزارة الدفاع الاسبانية، حسب وسائل اعلام محلية، تجنبت توضيح أسباب غيابها عن المناورات المنظمة في المغرب هذه السنة، على الرغم من الظروف السياسية المناسبة، وتهربت من الإجابة بالقول أن البلاد “تتلقى عددًا كبيرًا من الطلبات للتعاون في التدريبات متعددة الجنسيات، ويتم التعاطي معها على أساس الإمكانيات اللوجستية”.
على الرغم من أن إدارة مارجريتا روبلز، وزيرة الدفاع الاسبانية، لم تحدد أسباب الغياب عن “الأسد الافريقي، فقد نقلت صحيفة إسبانية عن مصدر قالت أنه بأجهزة المخابرات الإسبانية أن أسباب الغياب مرتبطة بكون الجيش الاسباني “لم يكن مستعدا” ، ربما “لأنهم لم يتوقع الدعوة” .
اجتماع رفيع المستوى عقد بين قيادات القوات المنظمة لمناورات الأسد الافريقي العام الماضي، تقرر إثره عدم إشراك القوات الاسبانية في النسخة السابقة من تداريب “الأسد الافريقي”، وتزامن الغياب الاسباني عن النسخة السابقة من المناورات مع أزمة دبلوماسية وسياسية خانقة مرت بها العلاقات المغربية الاسبانية، منذ استقبال اسبانيا لزعيم جبهة البولسياريو الانفصالية، انتهت قبل أشهر قليلة، بإعلان اسبانيا لانحياز واضح للمغرب في قضية الصحراء المغربية، ودعمها للمخطط الذي يقترحه كحل سياسي وحيد للنزاع المفتعل، والمتمثل في مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وانطلقت الاثنين، على الأراضي المغربية، مناورات “الأسد الإفريقي 2022” بمشاركة 18 دولة وبشراكة بين القوات المغربية، وقوات الولايات المتحدة القسم الإفريقي “أفريكوم”، التي تُعتبر أكبر وأضخم مناورة عسكرية تشهدها القارة الإفريقية كل عام وستستمر إلى غاية 30 يونيو الجاري.
وقال بيان صادر عن القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية، أن «الدورة الثامنة عشرة من تمرين “الأسد الأفريقي 2022” ستجرى في مناطق القنيطرة، وأكادير، وطانطان، وتارودانت والمحبس، بمشاركة أقوى الفرق العسكرية التي تمثل 10 دول.
وحسب ذات المصدر، فإن هذه الدورة من مناورات الأسد الإفريقي، ستعرف أيضا مشاركة مراقبين عسكريين من حوالي عشرين دولة من إفريقيا والعالم، وستستمر هذا المناورات إلى غاية 30 يونيو، ويُتوقع أن يشارك فيها حوالي 7 آلاف و500 جندي من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى مشاركة مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وحلف الناتو وتونس وغانا وغيرها.
ومن جهته أعلن الموقع الرسمي للجيش الأمريكي، نقلا عن الرائد العسكري الأمريكي جيمس غوغليلمي ، أن مناورات الأسد الإفريقي لعام 2022 ستكون أوسع وأكبر من التداريب التي تم إجرائها خلال عام 2021، مضيفا بأنها « ستكون أفضل تدريب عسكري حتى الآن ».
وسيتم تنفيذ المناورات في مختلف المجالات العملياتية البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية، وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيماوي)، وتروم بشكل أساسي تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات.
وسيشمل التدريب أيضا مهاما إنسانية وطبية، إلى جانب التمارين العسكرية الحربية والعمليات الأمنية التي تهدف إلى تقوية قدرات الجيوش المشاركة والتنسيق البيني، من أجل مواجهة كافة التحديات الأمنية، وتعزيز قدرات تدخل القوات الأمريكية في القارة الإفريقية.
و »الأسد الأفريقي » هو تمرين عسكري مشترك تنظمه القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية كل سنة. وتعرف نسخة هذه السنة مشاركة عشرة بلدان إفريقية ودولية، بما فيها المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن حوالي 20 ملاحظا عسكريا من بلدان شريكة في مناطق أكادير وبنجرير والقنيطرة والمحبس وتارودانت وطانطان .
المصدر: اليوم 24