بقلم: عبد المجيد مومر الزيراوي
” أَيَا وطني ..
جعلُوكَ مسلسلَ رُعْبٍ
نتابعُ أحداثَه في المَساء..
فَكَيْفَ نَراكَ إذا قطعوا الكهرُباء ؟؟ ..” نزار قباني.
إنَّ إستمرار طاغية الاتحاد الاشتراكي ” إِدْرِيسَاطِيرُو ” في الإِقتيات من ثقافة القمع و الإحتيال السياسي، و ترسيخ التبعية لِفاشية أهواءِ الفردِ الفاشلِ ، كانت نَتيجتُه السيِّئة إنبعاث تيار تَسَلُّطِي إنتهازي لا يَفْقَهُ معنى التنافس الحزبي الديمقراطي الذي يُطَوِّر البنية التنظيمية ، و يجعل من المؤسسات الحزبية فضاءً للمقارعة الفكرية و ضمان التجدد الحداثي للممارسة السياسية الوطنية .
فالطَّاغِية إِدْريسَاطِيرُو الذي نسمعُه و نراهُ يدعو الناس إلى حفلِ العزاء في وفاة المقرر المذهبي و الأيديولوجي لحزب القوات الشعبية عن عمر سياسي يناهز الستين سنة،إِنَّمَا هُوَ يلهث خلف منصب وزاري يختم به مسيرته الإرتزاقية الحافلة بالرذائل السياسية .إنه يقود – بكل ما أوتي من صفاقَة و وقاحة – حملة تضليلية يتحدث من خلالها عن الوطن و الديمقراطية و النموذج التنموي الجديد ، و هو نَفْسُه الذي يَتَزَعَّم تيار التسلط التنظيمي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي الذي مارس أبشع أنواع الأبارتايد السياسي التي عرفها المغرب الحديث عبر مسلسل التصفية و طرد خيرة الشباب !.
و حتى لا نبخسَ للرجل حقَّه في ” هَرْفَةْ ” الإستوزار ، لا بد من تزويد سعد العثماني رئيس الحكومة المغربية بنهج سيرة cv إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي :
هو إدريس لشكر، الذي وُلد بالرباط سنة 1954، وشغل منصبا وزاريا سابقا. فكان من نتائجه الكارثية إرتداد موجة تسونامي هزت حكومة عباس الفاسي ، و رَمتْ بحزب الاتحاد الاشتراكي نحو موقع المعارضة . هذه الأخيرة التي أيضا فشل في قيادتها إدريس لشكر رغم تحالفه مع رموز الشعبوية إلياس العماري و حميد شباط. بل إن حزبه إندحر إلى تَذَيُّلِ ترتيب البطولة الانتخابية ، و لم يشفع له سوى وزن سياسي صُنِعَ بالماضي فَباعَهُ في سوق المزاد العلني، و اشترى بثمنه بعض الفتات الوزاري. و لأن السياسة لا تقبل الفراغ ، ها هو يسارع من جديد لكي يدخل إلى الحكومة بصفته الكاتب الأول لحزب ، و يُتِمَّ ” صفقة العُمْرِ ” .
إنه إدريس الطاغية الحزبي الذي يعمل وفق تأويل مصلحاتي ضيق يختزل انبعاث المشروع الإشتراكي في تعداد الغنائم الوزارية ، و غلْق القنوات التنظيمية بجدار من البلادة المُرَكَّبة التي تضخمت معها مظاهر النرجسية و النزعة الاقصائية التي أفرغت العمل السياسي من الكفاءات الحقيقية، و قامت بتوطيد دعائم الازدواج القيمي و الإنفصام السلوكي و ،الإنحراف الشعبوي و الترهيب البلطجي و الصعلكة السياسيوية و تثبيت “العائلوقراطية” و التوريث الحزبي الذميم.
إنه المحامي الجاهل بالحقوق و الحريات السياسية ، المتشبع بالسلوك السياسوي المُتَخَلف الذي نَسَفَ كُلَّ الأمال في تحرير الطاقات الإبتكارية .كما أنه منَظر الحكامة الغارقة في الاستبداد التي نَسَفَت كل الآمال في تحقيق الوثبة المعرفية القوية لمكونات الصف الحداثي الوطني. قصد إنتشال الثقافة الحزبية من وحل الذاتية العكر و من مستنقع الفشل الحالي . و تدشين ورش ملائمة القوانين الداخلية للمنظومة الحزبية من أجل استيعاب التطورات الدستورية المتقدمة . لأن الديمقراطية الحقيقية تنطلق من إحترام حقوق و حريات الأقليات العددية و التيارات الفكرية .
إنه المخترع إدريس مبتكر نظرية ” الحتمية التنظيمية ” التي تجعل الشباب مجرد آلة حاسبة لصناديق التصويت، و مجرد كومبارس يؤدي دور مبايعة المرشح الوحيد الطاغية إِدْرِيسَاطِيرُو !. فهو الذي قام بمنع الشباب من انجاز تجدد فكري حداثي يواكب عصر الثورة الصناعية الرابعة . و يكون أساسه إحقاق وضوح قيمي يروم بلورة خط سياسي معقول يعتمد الوضوح منهجًا ، الديمقراطية طبعاً أصيلاً و الاشتراكية بخصائص مغربية بديلاً اقتصاديًا واقعياً.
إنه الفيل إِدْرِيسَاطِيرُو القادر -بمفرده- على نسف صورة المرحلة الجديدة و قتل ما تبقى من الأمل في التغيير الايجابي. حيث أن الشعب المغربي لا و لن يصدق أن حكومة تضم مثل هذه النماذج المفلسة أخلاقيا ، و الخبيرة فقط في المجازر السياسية و استرزاق الوزارات و خيانة المرجعية الحداثية الوطنية.ستساعد المغرب على تدشين الدخول إلى المرحلة الجديدة و إنجاح خارطة الطريق التي أعلن عنها الخطاب الملكي السامي.
إنه الكولونيل التنظيمي الذي أشرف على إدارة ” عملية العرعر 007 ” حيث قام بإعطاء أوامره لتصفية الأسماء الشبابية الواعية و المسؤولة و المبادرة ، ذات القناعة المترسخة في ضرورة التحرر من عقد الماضي و الحاضر ب و جعل الفضاء السياسي مجالا للإبداع والابتكار و تبادل الأفكار و التجارب. مع الالتزام بمفهوم النضال الحقيقي من أجل إحقاق نموذج تنموي جديد أساسه المساواة و الحرية، و هدفه ترسيخ اختيار الحداثة و الديمقراطية ذات الطبع الأصيل ؛ و الدفاع عن البديل الاقتصادي الواقعي : الاشتراكية بخصائص مغربية ، ضمن نفس مسار الحوار حول السبيل التنموي المنشود.
.
و إذا كانت حكومة الكفاءات كما يريدها الملك و الشعب ، فمن المعلوم أن لا يرتبط تعديلها و لا أن ترتهن إعادة تشكيلها بلعبة قذرة تجرأ على تحميل تطبيقاتها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر . حيث لجأ إلى حيلة ماكرة تنعدم فيها أبسط قيم المروءة الانسانية، و تُبرز لِجميع خَلْقِ الله دركات الانحطاط السياسي التي نزل إلى أسفلِها إدريس لشكر ، بشراكة مع الحبيب المالكي رئيس المؤسسة التشريعية الدستورية أَلاَ وَ هِيَ ” مجلس النواب ” . كَيْفَ لا َ؟ و هما اللذان قاما باستغلال أجساد قيادات وطنية عظيمة اقترب ملك الموت عزرائيل من الأخذ بيدها إلى الرفيق الأعلى ، في حملة ترويج كاذبةٍ لمصالحة وهمية .
نعم إنه الغباء الإنساني الذي يشُلُّ الدورة الدموية الطبيعية في دماغ إدريس لشكر ، و هُوَ الذي جعلَهُ يُهَروِل نحو التقاط الصور مع كل من إِشْتَمَّ فيه رائحة دُنُوِّ الأجلٍ أو رأى فيه علامات الخرفِ، بعد أن إسْتَنزَف رصيد تاريخ الأموات الكرامِ في مقامراته الاسْتِرْزاقية .
هذا هو إدريس لشكر الذي صنع مجده السياسي بالجزارَة التنظيمية. إنه الدجال إدريس وارث سر العقليات الانتهازية المُتحالفة مع مرتزقة فقهاء ” الشُّيُوعِيَّة-الإِخْوانِيَّة”، أولئك الذين لا يملِكون – بدورهم- بَرَكَةَ القدرةِ و الإستطاعةِ لِإنجاز عملية التحول نحو النموذج التنموي الجديد .
فكيف نجد السبيل إلى حكومة الكفاءات مع هذه العقليات الحزبية الاستبدادية المُضَلِّلة و الكاذبة ، و التي تعتنقُ عقيدة الفساد و الاستبداد تحت عنوان فريد هو : ” الِإدْرِيسُقْرَاطِية “؟!.