الصحافة _ كندا
كشفت مجلة “أتالايار” أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت تنظر إلى قضية الصحراء المغربية باعتبارها “حالة طوارئ دبلوماسية”، مصممة على الدفع نحو حل نهائي لهذا النزاع المزمن.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا التحرك الأمريكي لم يكن وليد اللحظة، بل بدأ منذ وقت مبكر عبر ضغوط دبلوماسية هادئة مارستها واشنطن على الجزائر بهدف نزع سلاح جبهة البوليساريو وتفكيك مخيمات تندوف، في إطار رؤية أوسع لاستقرار منطقة الساحل، التي تعتبرها الإدارة الأمريكية منطقة استراتيجية تواجه تحديات أمنية متنامية.
وقد أكدت هذه الضغوط جزئيًا عبر تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، حيث أقر برفض بلاده تزويد البوليساريو بالسلاح “في الوقت الراهن”.
وفي الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، تحولت الضغوط إلى مستوى علني، مع تلويح واشنطن بخيار تصنيف جبهة البوليساريو “منظمة إرهابية أجنبية”، في خطوة كانت ستزيد من عزلة الجزائر دوليًا وتدفعها نحو تقديم تنازلات جوهرية.
وترى إدارة ترامب في المغرب شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا ضمن خطتها لتحقيق الاستقرار في الساحل الأفريقي، وفي مواجهة تنامي النفوذ الصيني بالقارة، خاصة مع ما تزخر به أفريقيا من ثروات معدنية وإمكانات نمو اقتصادي وديموغرافي هائلة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن استعجال ترامب لحسم ملف الصحراء يعكس رهانه على تعزيز الدور المغربي كدولة محورية في الاستراتيجية الأمريكية بأفريقيا، مؤكدا أن الجزائر كانت تواجه ضغوطا غير مسبوقة الشدة، تقلص هامش مناورتها إلى الحد الأدنى.