أيوب الكعبي.. مقصية من ذهب تكتب سيرة كفاح بطل مغربي

30 ديسمبر 2025
أيوب الكعبي.. مقصية من ذهب تكتب سيرة كفاح بطل مغربي

الصحافة _ كندا

لم تكن المقصية الخرافية التي وقّع بها أيوب الكعبي هدفه في شباك زامبيا، مساء الإثنين بملعب الأمير مولاي عبد الله، لحظة استعراض كروي معزولة، بل كانت ختمًا ذهبيًا على مسار طويل من الإصرار والعناد الجميل، مسار بدأ من أزقة “درب ميلا” بالدار البيضاء، وانتهى على منصات المجد القاري والأوروبي.

بعد مقصيته الأولى أمام جزر القمر، عاد الكعبي ليُحلّق مجددًا في سماء الرباط، معانقًا الهواء بثقة من يعرف طريقه، ومعلنًا الهدف الثالث لـ“أسود الأطلس”، ليتصدر قائمة هدافي كأس إفريقيا للأمم بثلاثة أهداف، مناصفة مع إبراهيم دياز، ويقود المنتخب المغربي إلى صدارة مجموعته بسبع نقاط وتأهل مستحق إلى ثمن النهائي.

هذا التوهج أعاد إلى الذاكرة رقمًا ظل غائبًا عن الكرة المغربية لثلاثة عشر عامًا، بعدما أصبح الكعبي أول لاعب مغربي يسجل ثنائية في مباراة واحدة بنهائيات “الكان” منذ حسين خرجة سنة 2012. مفارقة زمنية تختصر قصة لاعب ظل يصارع في الهامش، قبل أن يفرض اسمه في الواجهة.

وُلد الكعبي سنة 1993 في الدار البيضاء، وترعرع في بيئة متواضعة، حيث غادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة ليعمل في ورشات النجارة والبناء، دون أن يتخلى عن حلم الكرة. لعب في الأقسام الشرفية كظهير أيسر ولاعب ارتكاز، قبل أن تأتي لحظة التحول مع الراسينغ البيضاوي، حين غيّر مركزه إلى رأس حربة، فانفجرت موهبته التهديفية بـ25 هدفًا في موسم واحد بدوري الدرجة الثانية.

من هناك، توالت المحطات: صعود مع “الراك”، تألق مع نهضة بركان، تتويج بلقبي هداف البطولة، ثم انفجار مدوٍّ في “شان 2018” بتسعة أهداف فتحت له أبواب المنتخب الأول ومونديال روسيا. بعدها، عاد ليؤكد قيمته مع الوداد البيضاوي، قبل أن يخوض تجارب خارجية قادته أخيرًا إلى اليونان.

مع أولمبياكوس، بلغ الكعبي ذروة نضجه الكروي، وقاد النادي إلى أول لقب أوروبي في تاريخه بتتويجه بدوري المؤتمر الأوروبي سنة 2024، متربعًا على عرش هدافي المسابقة، ومحطمًا أرقامًا تاريخية للاعبين عرب وأفارقة في المنافسات القارية.

اليوم، لا يكتفي أيوب الكعبي بتسجيل الأهداف، بل يكتب سيرة بطل مغربي صعد من القاع إلى القمة، سيرة عنوانها الإيمان بالذات، والعمل الصامت، والقدرة على التحليق عاليًا كلما سنحت اللحظة. مقصيته في شباك زامبيا لم تكن هدفًا عابرًا، بل شهادة جديدة على أن المجد يصنعه من لا يتخلون عن أحلامهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق