الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
أعاد فشل الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمغرب، وهو الفشل الذي تجلى في إلغاء الإستقبال الملكي وإلغاء الندوة الصحفية، وغياب قضية الصحراء المغربية (..) عن المباحثات الدبلوماسية التي قام بها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، (أعاد) قضية فشل المملكة المغربية في الإلتحاق بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «سيدياو»، وكيف أطلق رئيس الدبلوماسية المغربية أكذوبة الولوج إلى المنظمة التي لم تتم بعد، وكيف أنه أوقع بالملك محمد السادس في تغليط، وكاد أن يشوه صورة عاهل البلاد قبل أن يلغي زيارته لقمة “سيدياو” التي باع خلالها ناصر بوريطة، وهم عملية الولوج، معتبرا أن عملية الإلتحاق لا تعدو أن تكون مجرد عمل شكلي إداري بسيط، وأن الملك محمد السادس كاد أن يطير من باريس إلى دكار لحضور القمة التي أوهمه ناصر بوريطة أنها ستتوج بإعلان الولوج لولا نصائح من أصدقاء المغرب أن العملية تلقى صعوبات كثيرة.
وكانت غضبة ملكية قد طالت ناصر بوريطة، والتي تجلت أساساً في فشله في تنفيذ الوعد الذي قطعه أمام الملك محمد السادس، والذي يتجلى في حضور عاهل البلاد أشغال قمة سيداو بداية سنة 2018 لإعلان الانضمام الرسمي، قبل أن يتم إلغاء حضوره بعدما تبين للمشرفين على الدبلوماسية الملكية أن قادة معظم الدول مازالوا غير متوافقين على انضمام المغرب لمجموعة “سيداو” بسبب ضغوطات لوبيات اقتصادية داخلية لكل دولة، حيث تبين أن 5 دول فقط توافق على انضمام المغرب للمجموعة من أصل 15 دولة، في ظل وجود مقتضى قانوني في ميثاق المجموعة ينص على اتخاذ القرارات بالإجماع.
وسبق لمحمد الصبيحي الذي كان يشغل منصب مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأن حذر ناصر بوريطة من التسرع في قضية انضمام المغرب لمجموعة “سيداو”، الشيء الذي دفع وزير الخارجية للتفكير في التخلص منه واقتراحه سفيرا للمملكة لدى دولة إفريقيا الأوسطى.
ولم يعمل ناصر بوريطة على توضيح الأمور جيدا للمغاربة بالتعريف بمقتضيات ومضامين ميثاق “سيداو”، الذي يتحدث عن إلتزامات كبيرة وخطيرة أولها القبول بتغيير العملة الوطنية، والالتزام بفتح الحدود أمام التجارة وتنقل الأشخاص، الشيء الذي يجعل البلاد مفتوحة أمام حوالي 300 مليون إفريقي بدون شرط الحصول على التأشيرة، وهم مواطنو دول مجموعة السيداو خصوصا الراغبين في الهجرة نحو أوروبا، الشيء الذي يقتضي إعدادا أمنيا واجتماعيا كبيرا.
ووضع ناصر بوريطة الدولة المغربية في موضع محرج مع الصينيين خلال زياراته للصين في نونبر 2017، عندما إلتزم أمامهم ووعدهم بعقد قمة “سيداو” الصين، في الوقت الذي “لم يضمن هو بعد مقعدا للبلاد في المجموعة” حسب ذات المصدر، مضيفا أن وزير خارجية المملكة اعطى حوارا تلفزيا مع cctv القناة الصينية الضخمة باللغة الإنجليزية، خلال زيارته الأخيرة للصين، وكان الحوار فاضحا لمستواه بكل المقاييس ومشوها لمسؤولي البلاد، تفادى بوريطة نشره أو مشاركته في المغرب.
إننا مازلنا ننتظر محاسبة ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بسبب كذبه على الملك والمغاربة، وهو الذب مازال يشتغل بمنطق الموظف الصغير الذي لا يملك حسا سياسيا والذي يتوهم إنجاز مكاسب أكبر من قدراته، فكثرت خيباته وفشله مؤخرا بسبب عدم اعتماد مقاربة تشاركية تشاورية مع أهل الخبرة وبسبب استبداده في احتضان ملفات المغرب الخارجية.
ولعل خير حجة ملموسة على ذلك هو ضعف ناصر بوريطة وإحجامه عن التواصل مع المغاربة إثر الزيارة الغريبة النهاية والمحتوى لبومبيو كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، هذه الزيارة لأكبر مسؤول في إدارة ترامب، والتي انتظر منها المغاربة نتائج ملموسة على مستوى القضية الوطنية وقضايا الاقتصاد ذلك لكون زيارات أكبر مسؤولي الإدارة الأمريكية لا تكون للترفيه وإنما لتحقيق منجزات وتفاهمات براغماتية.
فهل فشلت الزيارة ولم تحقق شيئا بسبب عدم الإعداد الجيد لمخرجاتها وأوراقها من قبل ناصر بوريطة أم أن بوريطة قدم تقريرا مغلوطا للجهات العليا عن الزيارة فتفاجؤوا بعدم واقعيتها مع حضور بومبيو شخصيا للمغرب؟.