الصحافة _ كندا
أثار لقاء نظمه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، جدلاً واسعاً داخل الحزب، بعدما غاب عنه بشكل لافت أي تمثيل حقيقي للشباب الاستقلالي أو قيادات الشبيبة والمنظمات الموازية، رغم أن المناسبة كانت مخصصة لاستقبال الفوج الأول من المنخرطين الشباب تحت شعار “الكفاءات الشبابية.. صناعة التغيير في خدمة الوطن”.
مصدر قيادي داخل الحزب عبّر عن استغرابه من هذا الغياب التام، مؤكداً أن الشبيبة الاستقلالية أصبحت غائبة عن المشهد السياسي والتنظيمي، سواء بفعل الإقصاء الممنهج أو بسبب صراعات داخلية تعصف بقياداتها، خاصة بين تيار دكالة بقيادة الطرمونية والإطار الصحراوي منصور لمباركي.
ورغم أن بركة ركّز في كلمته التوجيهية على أهمية إشراك الشباب في العمل السياسي، ودعا إلى تجاوز الخوف والتيئيس، إلا أن صور اللقاء كشفت واقعاً مغايراً، تميز بهيمنة وجوه شائخة ومناصب يتداولها المقربون والموظفون الدائمون داخل الحزب، دون أثر فعلي للطاقات الجديدة.
الغريب، حسب المصدر ذاته، أن أبرز الوجوه الشابة التي ظهرت إلى جانب بركة، هو عبد المجيد الفاسي، المنتمي لنفس العائلة، والذي يتم التمهيد له ليكون أمينًا عامًا في المستقبل، في استمرارية لنموذج التوريث العائلي الذي ميّز قيادة حزب علال الفاسي لعقود.
من بين الحاضرين في اللقاء أيضًا، أعضاء اللجنة التنفيذية والكوادر الإدارية الكلاسيكية، كمدير ديوان بركة الودغيري الذي تجاوز السبعين، ومدير المركز العام للحزب، إضافة إلى رحال المكاوي الذي يحتفظ بمنصب العلاقات الدولية منذ عهد امحمد الخليفة، رغم غيابه عن الفعل الحزبي الميداني.
وضعية الشبيبة داخل حزب الاستقلال، بحسب ملاحظات عدد من المناضلين، باتت تعكس أزمة أعمق يعيشها الحزب، تتعلق بعدم قدرته على إنتاج نخب جديدة أو بناء جسور مع الأجيال الصاعدة، عكس ما يفعله حزبا التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، اللذان نظّما جامعات صيفية شبابية بأجندات واضحة واستراتيجيات فعلية للتمكين السياسي.
ويتهم عدد من الاستقلاليين قيادة بركة بأنها عازمة على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، متشبثة بنفس الأسماء والعائلات، وغير قادرة على التجديد، حتى بات الحزب محط سخرية وسط قيادات الأغلبية، التي ترى في خطاب التغيير المرفوع من بركة مجرد واجهة لتزيين مشهد متكلس ومحكوم بالحسابات الشخصية والولاءات القديمة.