الصٌَحافة _ وكالات
لازالت معاناة الطلبة المغاربة في أوكرانيا مستمرة، ففي نهاية الأسبوع الماضي توفي طالب مغربي متأثرا بجراحه، بعدما تلقى طعنات قاتلة على شاطئ مدينة أوديسا التي تقع على ساحل البحر الأسود، وتعتبر ثالث أكبر مدن البلاد.
وقال عبد الرحمن صعب مسؤول الطلبة الاجانب بجامعة أوديسا الطبية الوطنية، في تصريح لموقع “أوكرانيا بالعربي”، إن الطالب المغربي يتابع دراسته بالسنة التحضيرية بجامعة “البوليتيك” تم طعنه من قبل مجهولين قرابة الساعة الخامسة صباح يوم السبت في منتجع أركادي في أوديسا.
فيما أفاد موقع “كوبركين” أن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة على متن سيارة الإسعاف أثناء نقله إلى المستشفى، مؤكدا أنه تم فتح تحقيق من أجل الوقوف على حيثيات وملابسات الجريمة.
وأكد موقع “أوكرانيا بالعربي” في مقال آخر أن الشرطة الأوكرانية تمكنت من إلقاء القبض على “المشتبه فيه” بمقتل الطالب المغربي، ونقل المصدر ذاته تصريحات لعبد الرحمن صعب قال فيها إن “الشرطة قبضت ليلاً على قاتل الطالب المغربي بفضل التوجيهات الصارمة لقائد الشرطة بالحفاظ على أمن وسلامة الطلاب ومعاقبة كل من يعتدي عليهم”.
وناشد المتحدث ذاته الطلاب بالابتعاد عن الأماكن المشبوهة والتواصل المباشر مع الجهات الرسمية في حال تعرض الطلبة لأي خطر.
بدورها أكدت السفارة المغربية في كييف هذه المعلومات، وقالت إن الطالب المغربي من مواليد سنة 1999 في مدينة القنيطرة، وصل إلى أوكرانيا خلال شهر يناير الماضي لمواصلة دراسته في أوديسا التي تقع على بعد ست ساعات بالسيارة من العاصمة كييف.
وأفاد مصدر مقرب من الملف، أن الطالب المغربي توفي متأثرا “بطعنات وجهها له شخص يحمل الجنسية الطاجيكية”.
وأوضحت السفارة المغربية في هذه الدولة الواقعة في شرق أوروبا، أن مواطنا مغربيا أبلغها ليلة السبت بالحادث، و”تم إنشاء خلية أزمة في حدود الساعة السابعة صباحا من يوم الأحد، من أجل اتخاد جميع الخطوات اللازمة مع السلطات الأكرانية”.
وأكدت السفارة أنها “على اتصال دائم مع أسرة الطالب المتوفي”، وأوضحت أن الضحية يتوفر على تأمين يسمح بإعادة جثمانه إلى المغرب، وقال مصدر مطلع “السفارة تقوم بكل الخطوات اللازمة رفقة السلطات الأوكرانية من أجل إعادة جثمانه إلى المغرب”. بدوره أكد المصدر ذاته، أن السلطات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المشتبه فيه.
وأكدت السفارة المغربية أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، “هذا الطالب هو الضحية الثامنة هذه السنة، تم عقد العديد من الاجتماعات مع السلطات الأكرانية من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها الطلبة المغاربة”. ويتابع ما بين 8000 و 9000 طالب مغربي دراستهم في أوكرانيا، وتشير السفارة إلى وجود مشاكل تعترض مسارهم الدراسي من قبيل “الوسطاء والمخدرات والكحول”.
وأكد نفس المصدر أن الطلبة المغاربة الثمانية الذين فارقوا الحياة هذه السنة بأوكرانيا، “كلهم كانوا ضحية لاعتداءات ولم يفارق أي أحد منهم الحياة بشكل طبيعي”.
وتابع “نحن بحاجة إلى إبلاغ العائلات التي ترغب في إرسال أبنائها إلى أوكرانيا حقيقة الوضع هنا. يمكن لشبابنا الوقوع في المحظور وتعاطي المخدرات والقمار بعد قدومهم لإتمام دراستهم”.
ورغم أن السفارة تعمل حسب مصدرنا “على إرسال تقارير إلى المغرب حول الوضع في أوكرانيا”، إلا أن الوضع لم يتغير، “فعدد الطلاب المغاربة في تزايد”، وتابع “هناك وسطاء مغاربة يجلبون الطلاب إلى هنا، هدفهم الوحيد هو جمع المال على حساب هؤلاء الشباب الذين يتم إرسالهم إلى مدن بعيدة عن العاصمة كييف”.
وفي تصريح صحفي قالت نادين، وهي مغربية تعيش في أوكرانيا منذ سنوات، “الطلاب من مختلف الجنسيات “يأتون إلى هنا في سن مبكرة، بعضهم في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من العمر”، وتضيف “غالبيتهم يفتقدون إلى التجربة والخبرة، وبمجرد قدومهم يقومون بتصرفات غير مسؤولة، لأنه لا وجود لمن يراقبهم”.
وأضافت أن “الرفقة السيئة” أيضا تلعب دورا مهما في انحراف بعض الطلبة المغاربة، الذين يتابعون دراستهم في أوكرانيا، حيث “يبدأون في تعاطي المخدرات، وممارسة ألعاب القمار”.
وواصلت حديثها قائلة “أحد أصدقائي، كان زميلا لي في الجامعة، “وقع خلاف بينه وبين زميله الذي كان يتقاسم معه نفس الشقة، وتطور الخلاف لأنهما كان في حالة سكر متقدمة، فقتل صديقي، مضى على الحادث ثلاث أو أربع سنوات”.
بدوره أكد طالب مغربي آخر يقطن في خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا، في تصريح صحفي، أنه “من الطبيعي أن يواجه الطلاب المغاربة مشاكل معينة، كما هو الحال في أي بلد مضيف”، وتابع أنه يعرف “طلبة مغاربة واجهوا مواقف صعبة في هذه المدينة”. لكن والدته لا تشاطره نفس الرأي إذ أكدت أنها “في كل مرة يرن هاتفي وأرى رقما أجنبيا أشعر بالذعر”، خصوصا بعد توالي أخبار الاعتداءات التي تطال الطلبة المغاربة في أوكرانيا.