أوريكا… الجنة السرية التي تخبئها مراكش خلف جبالها

27 أبريل 2025
أوريكا… الجنة السرية التي تخبئها مراكش خلف جبالها

الصحافة _ كندا

على بُعد 32 كيلومترًا فقط من صخب ساحات جامع الفنا وأسواق مراكش العتيقة، يكشف وادي أوريكا عن عالم مغاير تمامًا، عالم تغلفه الطبيعة البكر بسحر الأطلس الكبير، وتمنحه جمالًا لا يشبه أي مكان آخر.

في تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وصف الصحفي مارك إيفيلي وادي أوريكا بـ”الوادي السعيد”، حيث تمتد حدائق ساحرة وبساتين زيتون ومسارات مشي خلابة عند سفوح الجبال الشاهقة، وكأنها رسائل حب من الطبيعة إلى عشاقها.

ومع إشراقة كل صباح، تزدحم سماء مراكش بالبالونات الهوائية الملونة، فيما يحتفظ وادي أوريكا بصمته العميق، لا يكسره سوى خرير المياه المنحدرة أو صهيل البغال العائدة من الدروب الجبلية الوعرة.

في قلب هذا المشهد البديع، يستقبل عبد الكريم آيت علي، صاحب نزل “أوريكا لودج”، الزوار بفطور أمازيغي أصيل. فبعد أن ترك مهنة الحدادة، اختار أن يكون مرشدًا جبليًا، ينقل أسرار النباتات البرية المستخدمة في العلاج والطهي، ويروي حكايات الأرض التي ما زالت تحتفظ بنقائها رغم اقترابها من صخب المدينة.

ويكشف التنوع البيولوجي للوادي عن نفسه من خلال مشاهد الخنازير البرية، وآثار أقدام الذئاب الأفريقية العائدة إلى موطنها الطبيعي، في مشهد يندر وجوده قرب مدينة كبرى مثل مراكش. وعلى الرغم من تحديات ندرة المياه الناجمة عن تراجع الثلوج، تواصل بساتين الزيتون وأشجار الزعفران نشر عبقها فوق الحقول المتدرجة.

وإلى الشمال قليلًا، تقدم حدائق “أنيما”، التي أبدعها الفنان النمساوي أندريه هيلر، عرضًا ساحرًا حيث تندمج الأعمال الفنية مع الطبيعة بانسجام يخطف الأنفاس، بينما تفتح “جنان الزعفران” أبوابها للزوار لاكتشاف أسرار استخراج “الذهب الأحمر” المغربي، وتذوق شاي الزعفران الذي يختصر عبق الأرض وروحها.

غير بعيد عن أوريكا، يكشف موقع “أغمات” الأثري عن ماضٍ عريق يعود إلى ما قبل تأسيس مراكش. ورغم الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة سنة 2023، أعاد سكان قرية تفزة اكتشاف جزء من تاريخهم عبر لوح حجري نادر يعود لعام 1575، يحمل نقوشًا أمازيغية ويهودية تشهد على غنى وتعدد هوية المكان.

أما سر الشلالات السبعة، فيقع في قلب قرية ستي فاطمة، حيث يغامر المغامرون الحقيقيون بتسلق الممرات الضيقة للوصول إلى الأحواض الطبيعية النقية المخفية في أعالي الجبال، بعيدًا عن صخب المطاعم والمقاهي النهرية.

وكما يقول عبد الكريم، وهو ينظر إلى السماء الممتدة فوق الوادي: “رغم قربنا من مراكش، لا يزال وادي أوريكا أحد أسرارها المحفوظة بعناية… هنا فقط، تستطيع أن تلمس السماء بيديك، وتنصت لهمس الجبال.”

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق