الصحافة _ وكالات
“دون فوسفاط يستحيل الحديث عن الغذاء”..هكذا تقول الدراسات الدولية، وفي ثناياها تظهر أهمية الاهتمام المتزايد بالمغرب كشريك فوق العادة -جيو سياسي- لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، في سياق حرب استنزاف جيو اقتصادي بين أوروبا ومن ورائها واشنطن، وروسيا ومعها بكين.
يوضح تقرير لمعهد الشرق الأوسط، تغيّر المعادلة الاستراتيجية للرباط بزيادة إنتاج الفوسفاط بنسبة 70 في المائة، يساهم في التصدي لتوجه موسكو نحو تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح، وبروز الاستراتيجية الاستثنائية للمغرب في استثمار إجمالي قدره 6.3 مليار دولار لبناء مصانع الأسمدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للمساعدة في مواجهة التهديدات توظيف سلسل الغذائية للعالم ورقة للضغط السياسي”.
مواجهة إستراتيجية “تسليح الغذاء”
تعتمد دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على الاتحاد الروسي في 30 في المئة من إمداداتها من الأسمدة، وهي بالتالي إحدى أكبر نقاط الضعف لكل من أوروبا وأفريقيا معا، قبل أن يضيف التقرير، أن المغرب هو رابع أكبر مصدر للأسمدة في العالم، وأن تحرّكه لزيادة الإنتاج في 2022 بنسبة 10 في المئة سيضع 1.2 مليون طن إضافية في السوق العالمية بحلول نهاية العام.
نائبة الرئيس التنفيذي لإدارة الأداء في المكتب الشريف للفوسفاط، ندى المجدوب، أكدت سابقا، أن المكتب يسعى إلى “زيادة الإنتاج بأكثر من 10 في المئة هذا العام لتلبية الطلب المتزايد”. مضيفة أنها تهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 11.9 مليون طن في عام 2022 من 10.8 مليون طن العام الماضي وإضافة 3 ملايين طن أخرى من الطاقة الإنتاجية السنوية في عام 2023.
واعتبر التقرير أن قرار الشركة المغربية “ذكي من الناحية التجارية” لزيادة حصتها في السوق العالمية، وذلك في تشابه لما تقوم به المملكة العربية السعودية في سوق النفط العالمي، وبالتالي يمكن أن يصبح المغرب هو البنك المركزي لسوق الأسمدة العالمي وحارس الإمدادات الغذائية في العالم”، علاوة على الدور الاستراتيجي المتزايد للمملكة في الأمن الغذائي لأفريقيا جنوب الصحراء”، مشيرا إلى افتتاح المكتب الشريف للفوسفاط فروعا في 12 دولة أفريقية منذ عام 2016
نتيجة لذلك، أضافت الورقة البحثية أن محصول حبوب الدخن في السنغال قفز بنسبة 63 في المئة ومحصول الذرة في نيجيريا بنسبة 48 في المئة، مع نتائج مماثلة في غانا وأماكن أخرى، كما شهد انخراط المكتب في إثيوبيا زيادة بمحاصيل القمح والذرة وحبوب التيف بنسبة تصل إلى 37 في المئة”.
الفوسفاط..الثروة الطبيعية الأولى في العالم
ونشرت المجلة الأمريكية الشهيرة ساينس في دراسة لها، أن الفوسفاط سيتحول إلى الثروة الطبيعية الأولى في العالم. مؤكدة أن الفوسفاط المغربي سيزيح النفط، لأن المغرب يتوفر على احتياطي يغطي 700 سنة القادمة.
إن الثروة التي ستقوم حولها الحروب والنزاعات لم تعد هي البترول بل الماء والفوسفاط، لكونهما عصب الغذاء والصناعات المرتبطة به، أي بالنهاية أساس الاستقرار واستمرار النوع البشري. تضيف الدراسة.
في المقابل، تشير المجلة إلى أن كل التوقعات تشير إلى أن المغرب سيتحكم في إنتاج الفوسفاط لأنه يملك 75 في المئة من الاحتياط العالمي، مما سيجعله بلدا غنيا.
المصدر: الأيام 24