الصحافة _ بقلم: مصطفى كنيت
على غرار عملية “جود”، التي يطلقها، كل سنة، حزب التجمع الوطني للأحرار، و تزدهر في كل شهر رمضان، و تستعر كلما أقترب موعد الانتخابات، أطلق حزب الاستقلال، حملة مماثلة تحت شعار ” 2025 سنة التطوع”، تقوم أساسا على توزيع مساعدات غذائية على المعوزين، تحت يافطة “الإحسان”، و هو ما اعتبره الكثيرون ” إحسانا انتخابيا”، دخل إليه الحزب بهدف استمالة الناخبين، في سياق السباق الانتخابي لمن يقود ” حكومة المونديال”.
الظاهر ان أحزاب الائتلاف الحكومي، أمام العجز عن مواجهة الأزمات الاجتماعية، التي تتفاقم بسبب ارتفاع الاسعار، و معدل البطالة، و تدهور مستوى معيشة الأسر، و سيطرة الشناقة و المحتكرين و المضاربين على السوق، و اكتفاء أحزب التحالف بالتنديد بالغلاء، من دون أن تبتكر حلولا من شأنها تخفيف العبء على المواطن، وجدت في هذا الأسلوب الوسيلة الأنجع لكسب قاعدة انتخابية، مستغلة حاجة الناس المادية…
و الأكيد أن هذه الأحزاب التي وقفت على خط انطلاق السباق الانتخابي مبكرا، تريد أن تلهي المواطنين بمثل هذه التسخينات، و أن تصد [ من الصدّ و الهجران]، عن المشاكل الحقيقية للبلاد و العباد، و أن تنسيهم في ما سبق أن التزمت به في برامجها الانتخابية و برنامجها الانتخابي، و لكنها، مع كامل الأسف، لم تلتزم.
و كما قال الشاعر كعب بن زهير:
أكرِم بها [حكومة] خُلَّةً لو أنها صَدَقَت ** مَوعودَها أو لوَ انَّ النُصحَ مقبولُ
فما تدومُ على حالٍ تكونُ بها**
كما تَلَوَّنُ في أثوابها الغولُ
ولا تَمَسَّكُ بالوعدِ الذي زَعَمَت** إلّا كما تُمسِكُ الماءَ الغرابيلُ.