الصحافة _ كندا
أبرزت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية الدور المحوري الذي تضطلع به أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، معتبرة إياها القلب النابض للتحول العميق الذي تشهده كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة، ونموذجا ناجحا في تطوير المواهب وبناء منظومة كروية حديثة ومنظمة.
وأكدت الصحيفة، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، أن المغرب استطاع، بفضل استثمارات استراتيجية في البنيات التحتية والتكوين الصارم والرؤية بعيدة المدى، أن يفرض نفسه كقوة كروية صاعدة، كاشفا عن ثقافة احترافية جديدة قادرة على إنتاج لاعبين من الطراز العالي.
وسلطت “ذا تايمز” الضوء على كون المنتخب الوطني المغربي الحالي، بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، يضم عددا من خريجي أكاديمية محمد السادس، من بينهم نايف أكرد، وعز الدين أوناحي، ويوسف النصيري، مشيرة إلى أن هؤلاء اللاعبين شكلوا العمود الفقري للمنتخب الذي بصم على إنجاز تاريخي ببلوغه المركز الرابع في كأس العالم قطر 2022.
وأضافت الصحيفة أن إشعاع الأكاديمية لم يقتصر على المنتخب الأول، بل امتد أيضا إلى الفئات السنية، حيث كانت ممثلة بقوة ضمن المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، الذي تُوج بلقب كأس العالم في أكتوبر الماضي، في إنجاز غير مسبوق يعكس عمق الخزان البشري للمواهب الشابة التي يتوفر عليها المغرب.
واعتبرت “ذا تايمز” أن هذه المعطيات تجعل من المغرب أحد أبرز المرشحين للتتويج بكأس إفريقيا للأمم 2025، التي تنطلق منافساتها يوم الأحد المقبل على أرض المملكة، خاصة في ظل المسار التصاعدي لأسود الأطلس، الذين حققوا 18 انتصارا متتاليا، في رقم قياسي لافت على الصعيد الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية لاعبي المنتخب المغربي ينشطون في كبريات الأندية الأوروبية، مؤكدة أن مشاركتهم في كأس إفريقيا لن تكون على حساب جودة التحضير أو مستوى المنافسة، بالنظر إلى توفر المغرب على بنية تحتية رياضية تضاهي المعايير المعتمدة في أكثر الدول تقدما.
وفي هذا السياق، أبرزت “ذا تايمز” أن ملاعب كأس إفريقيا 2025 تعتمد أحدث التقنيات، مشيرة إلى أن مركبات رياضية من قبيل مركب مولاي عبد الله بالرباط والملعب الكبير لطنجة ستشكل واجهة تنظيمية كبرى في أفق الاستعداد لكأس العالم 2030، الذي سينظمه المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
كما توقفت الصحيفة عند مشروع ملعب الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي يوجد قيد الإنجاز بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج، معتبرة أنه يعكس طموح المغرب لتبوؤ موقع الريادة الكروية قاريا وعالميا.
ونقلت “ذا تايمز” عن الناخب الوطني وليد الركراكي قوله إن التطور الذي عرفته كرة القدم المغربية في فترة زمنية وجيزة “مذهل”، مؤكدا أن ما تحقق اليوم يعد إنجازا غير مسبوق في تاريخ اللعبة بالمملكة.
وخلصت الصحيفة إلى أن المغرب بات قوة إفريقية وازنة إذا ما قورن مستوى أدائه بحجم إمكانياته وعدد مشاركاته في نهائيات كأس العالم، مؤكدة أن الفرصة مواتية اليوم لكسر عقدة امتدت منذ 1976 والتتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم، في ظل منظومة كروية متكاملة تقودها أكاديمية محمد السادس وتشرف عليها رؤية استراتيجية واضحة.














