أفضل نسخة من كأس العالم ستكون على أرض المغرب

21 مارس 2024
أفضل نسخة من كأس العالم ستكون على أرض المغرب

الصحافة _ وكالات

ستكون أفضل نسخة من كأس العالم سنة 203 على أرض المغرب، أرض الحضارات والتنوع والتعايش، أرض السلام والانفتاح والإخاء. لأول مرة سيضمّ أكبر تجمّع رياضي في العالم ثلاث قارات: إفريقيا وأوربا، إلى جانب الحضور الشرفي للقارة الأميركية. هذه النسخة التي سيشارك المغرب في تنظيمها تمتلك كلّ مقوّمات التميّز والنجاح ووضع بصمة تاريخية بكلّ المقاييس. لن تكون هذه البطولة مجرّد ملاعب وجماهير ومباريات، بل ستشكل محطة غير مسبوقة تجمع بين الروح الرياضية والتنوع الثقافي والحلم المشترك الذي يسكن ملايين الأفارقة والأوربيين. ما كان بالأمس مجرد أماني وتطلّعات شارف اليوم على التحقّق في أرض الواقع.

الحفل الذي احتضنته العاصمة البرتغالية يوم أمس وقدمت فيه اللجنة المسؤولة عن تنظيم كأس العالم فيفا 2030 رسميا شعار التنظيم المشترك يمثّل حدثا تاريخيا لا بد من التوقف عند أبعاده وأهميته. لقد بدأت عملية الاستعداد لتنظيم هذا الحدث الكروي وتحضير الشروط الكفيلة بنجاح الملف المغربي البرتغالي الإسباني تأخذ شكلها الواقعي مع الإعلان عن الشعار الذي جسّد فكرة التعايش الثقافي الممكنة بين حضارات متجاورة تمثلها الحضارة المغربية بإرثها الأندلسي والأمازيغي والإفريقي والعربي، والحضارة الإسبانية بإرثها القوطي والحضارة البرتغالي بتاريخها الأوربي العريق. ثلاثة بلدان يحذوها لأول مرة حلم موحّد وتتّفق على السير قُدما نحو بناء جسور تعاون سيكون له الأثر الهائل في البلدان المشاركة وفي القارة الإفريقية التي يمثّلها المغرب.

كنّا إلى الأمس القريب نتحدث عن مشروع الربط القار بين ضفتي المتوسط باعتباره مشروعا مستقبليا بعيد المنال، لكنّ هذا التنظيم المشترك لكأس العالم يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه أمام تنفيذ هذا الورش الضخم والكبير. ولعلّ نجاح البلدان الثلاثة في نيل هذا الاستحقاق في المستقبل القريب ثم تنظيمه بكفاءة سيمثل في حد ذاته نوعا من الربط الثقافي والحضاري الممهّد لهذا النوع من الاتصال الجغرافي عبر بنيات تحتية ضخمة. يجب أن نكون واعين بأهمية هذه اللحظة الفارقة: ما يقوم به المغرب اليوم يمثّل صناعة جديدة لتاريخ القارة السمراء، بل هو حدث سيكون له ما بعده. ولعلّ ما نشهده اليوم من حركية هائلة على مستوى تفعيل أوراش التجهيز وبناء الطرق والملاعب وبنيات الاستقبال في مختلف مناطق المغرب يؤسس لثورة تنموية هائلة.

كثير من البلدان تدخل تجارب تنظيم أحداث رياضية كبرى من قبيل كأس العالم أو الألعاب الأولمبية بحثا عن تسجيل اسمها في التاريخ وتعزيز سمعتها وصورتها. لكنّ المغرب لا يخوض هذه التجربة لأجل سمعته وصورته الخاصة فحسب، بل هو يدرك تمام الإدراك أنه يمثّل أيضا حلم قارة كاملة. صحيح أن جنوب إفريقيا سبق لها تنظيم كأس العالم سنة 2010، لكن هناك فرق كبير بين تلك البطولة وكأس العالم المرتقبة في 2030. وأكبر مظاهر هذا الفرق هو هذا البعد المشترك في التنظيم، على نحو سيسهم في ربط المغرب أكثر بشركائه الأوربيين وتقديم النموذج الحيّ لهم وللعالم على أن القارة الإفريقية تمتلك من المؤهلات والقدرات والطموحات ما يكفي لدخول السباق بين كبار العالم.

لهذه الأسباب لا بدّ أن ننوّه بأن هذا التنظيم يجب أن يتحوّل فعليا إلى همّ وطني يحمله كافة المواطنين على عاتقهم، ويحاول كلّ منّا من خلال موقعه الإسهام في إنجاحه وتحقيقه. فعلاوة على الانعكاسات التنموية الكبيرة التي سنجنيها جميعاً هناك أيضا هذا الحلم المشترك الذي يوحدنا ونريده أن يتحوّل إلى واقع ملموس أمام أعيننا جميعا. ثم إن الإنجاز التاريخي الذي حقّقه المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس العالم 2022 بقطر يحتاج هو أيضا إلى تعزيز وربّما تحقيق إنجاز قياسي جديد لمنتخبات القارة السمراء. ولا نظنّ أن هذه المنتخبات ستجد أرضية تتألق فيها أفضل من أرض المغرب الشقيق والصديق، البلد المضياف الذي يحمل همّ القارة السمراء على عاتقه ويؤمن بأنها تستحق الأفضل.

المصدر: الدار

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق