الصحافة _ كندا
تشهد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) مرحلة إعادة هيكلة عميقة، عقب قرار واشنطن فصلها عن القيادة الأمريكية لأوروبا وإفريقيا، وتعيين قائد جديد صادق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول مستقبل هذه القيادة وإمكانية نقل مقرها من شتوتغارت بألمانيا إلى إحدى الدول الإفريقية، مع بروز المغرب كأحد أبرز المرشحين.
مصادر مطلعة أكدت أن قائمة الدول المرشحة تضم المغرب والسنغال وغامبيا، في حين اقترح الجانب المغربي عدداً من المدن، بما فيها الأقاليم الجنوبية، غير أن المعطيات المتداولة تشير إلى أن الأمريكيين يميلون نحو القنيطرة أو القصر الكبير، بالنظر إلى عوامل تاريخية وتقنية، أبرزها وجود قاعدة جوية أمريكية سابقة بالقنيطرة، وإمكانية توسيع مدرجاتها لاستقبال طائرات عسكرية ضخمة من طراز “C-5 Galaxy” و”C-17 Globemaster”، وهو ما يتطلب تجهيزات خاصة.
القرب الجغرافي للقنيطرة من الأسطول السادس الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط، ومن القواعد الأمريكية في إسبانيا والبرتغال، يشكل عاملًا إستراتيجيًا إضافيًا، إلى جانب اعتبارات أمنية واستخباراتية. كما أن نقل المقر إلى المغرب قد يخلق انعكاسات إيجابية على المستوى المحلي، من خلال فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط الحركة الاقتصادية، واستقطاب الكفاءات التقنية واللغوية، فضلًا عن إقامة بنية تحتية متكاملة شبيهة بالمجتمعات المصغرة التي ترافق القواعد الأمريكية عادة.
الولايات المتحدة تعتبر المغرب قوة إقليمية وركيزة محورية في إفريقيا والمتوسط، بفضل موقعه الجغرافي الذي يجعله بوابة طبيعية بين القارتين الإفريقية والأوروبية. وإذا ما تم اختيار القنيطرة كمقر جديد، فإن “أفريكوم” ستستفيد من البنية التحتية العسكرية القائمة، ومن منشآت لوجستية ومدارس عليا للتكوين العسكري، مع إمكانية الارتباط بالمركز الملكي للدراسات والأبحاث الدفاعية الذي أعلن عنه مؤخرًا، بما يخدم الأهداف الأمنية والعسكرية على مستوى القارة.
وبينما تتواصل المفاوضات بين الرباط وواشنطن، يبقى الحسم مرهونًا بقرارات سياسية وعسكرية عليا، وسط ترقب لما إذا كان عام 2025 سيشهد أكبر تحول في تاريخ “أفريكوم” منذ تأسيسها سنة 2007.