الصحافة _ كندا
اتهم عبد العزيز أفتاتي، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي بـ”التدليس وتشتيت الانتباه”، على خلفية تصريحاته بشأن المستفيدين من دعم استيراد رؤوس الأغنام والأبقار، والذي قدمه العلمي كإجراء مرتبط بعيد الأضحى المقبل. غير أن أفتاتي يرى أن ما يُروَّج ليس سوى محاولة لإخفاء عمق أزمة حقيقية في سوق اللحوم بالمغرب.
وقال أفتاتي، في تصريح خص به موقع الحزب الرسمي pjd.ma، إن القضية أعقد من مجرد دعم ظرفي لتوفير الأضاحي، موضحًا أنها ترتبط مباشرة بـ”نقص مهول في اللحوم الحمراء” يعود إلى تراجع حاد في حجم القطيع، وهو ما ظل، حسب تعبيره، “الكمبرادور عزيز أخنوش يخفيه عمداً بتقديم أرقام مغلوطة، منذ بداية الأزمة في 2022، مع تفاقم موجة الغلاء”.
وأردف أفتاتي أن استهلاك الفرد المغربي من اللحوم الحمراء في حدود متدنية للغاية، لا تتجاوز في أفضل الأحوال 16 كلغ سنويًا، أي حوالي 44 غرامًا يوميًا للفرد، ما يعكس هشاشة الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار الذي جعل اللحوم خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين.
الأخطر، بحسب القيادي في حزب “المصباح”، أن أزيد من 13 مليار درهم صُرفت من المال العام، ما بين إعفاءات ضريبية ودعم مباشر وتكاليف استيراد، دون أن يلمس المواطن أي تحسن حقيقي في وفرة اللحوم أو أسعارها. ويؤكد أن هذه الأموال ذهبت لـ”فلول الكارطيل”، على حد وصفه، الذين استفادوا تحت غطاء إجراءات استثنائية يُفترض أنها تهدف إلى معالجة الخصاص، لكنها تحولت إلى “ريع مقنّع”.
وختم أفتاتي تصريحه بدعوة إلى فتح تقصٍ شامل يشمل كل العمليات المرتبطة باستيراد اللحوم والدعم الموجه لها، منذ انطلاق الأزمة سنة 2022، معتبرًا أن ما صرّح به رئيس مجلس النواب لا يعكس الحقيقة، لا من حيث الأرقام ولا من حيث المعطيات المرتبطة بعدد رؤوس الأغنام المستوردة.