الصٌَحافة _ وكالات
قبل أسبوع غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ستبدأ بترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين بدءا من الأسبوع المقبل، وذكرت تقارير إخبارية أن الحملة ستبدأ غدا الأحد.
وطبقا لتقديرات مركز بيو للأبحاث، يوجد في الولايات المتحدة ما يقرب من 11 مليون مهاجر غير نظامي، غالبيتهم من المكسيك ودول أميركا الوسطى.
ويمثل ترحيل المهاجرين غير النظاميين عرفا سارت عليه كل الإدارات السابقة، إلا إن الجديد أن الرئيس الحالي يستخدم هذه القضية كأساس هام لحملته للانتخابات الرئاسية القادمة، إضافة لتبنيه سياسات متشددة لم تعرفها البلاد من قبل.
وركزت الإدارات السابقة الجمهورية منها والديمقراطية على مرتكبي الجرائم من المهاجرين غير النظاميين.
وبلغ عدد المرحلين رقما قياسيا في عهد الديمقراطي باراك أوباما الذي رحل ثلاثة ملايين مهاجر غير نظامي خلال فترتي حكمه الممتد من عام 2008 حتى 2016، أما سلفه الجمهوري جورج بوش الابن فقد رحل خلال فترتي حكمه بين 2000 و2008 مليوني مهاجر غير نظامي.
وتعهد ترامب في تدشينه لحملته لانتخابات 2020 بالاستمرار في سياسته الحازمة إزاء الهجرة والمهاجرين غير النظاميين بمواجهة تدفقهم عن طريق استكمال بناء الجدار الحدودي عند الحدود الجنوبية مع المكسيك.
شكوك
غير أن تقارير مختلفة خرجت لتشكك في قدرة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك على ترحيل هذا العدد الكبير لنقص الإمكانات.
وصرح مسؤول بإدارة الهجرة لشبكة “أي.بي.سي” الإخبارية بأن حملة ترامب سوف تستهدف مليون شخص فقط داخل البلاد صدرت بحقهم أحكام نهائية بالترحيل.
ويرى البعض في إدارة ترامب أن إطلاق عمليات ترحيل جماعي قد يكون رادعا لآخرين يرغبون في دخول البلاد بالطريقة ذاتها.
وتظهر استطلاعات الرأي اتجاهات مختلفة لدى الرأي العام. فقد أظهر استطلاع أجرته محطة “أي.بي.سي” بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست أن 35% يرون أن الوضع عند الحدود الجنوبية مع المكسيك -التي أعلنها ترامب منطقة طوارئ فدرالية- يمثل أزمة حقيقية، في حين رأى 45% أن الوضع خطير لكنه لا يصل لدرجة أزمة، ورأى 18% أن الوضع غير خطير.
ماذا عن المسلمين؟
استهدفت سياسات إدارة ترامب المهاجرين والمسافرين إلى الولايات المتحدة من عدة دول إسلامية، في صورة قرارات تنفيذية أصدرها الرئيس في أسبوعه الأول بالبيت الأبيض وتقضي بحظر دخول مواطني عدة دول.
ورغم تحدي عدة محاكم قرار الرئيس وحكمها برفع الحظر، فإن القرار النهائي كان من نصيب المحكمة الدستورية العليا التي أقرت بحق الرئيس في فرض الحظر لضرورات حماية الأمن القومي. وأثرت تلك القرارات على أعداد المسلمين القادمين للولايات المتحدة سواء لهدف الهجرة أو الزيارة.
وطبقا لبيانات الخارجية فقد أدت سياسة ترامب تلك إلى تقليص أعداد اللاجئين المسلمين بصورة كبيرة.
وانخفضت أعداد طلبات اللجوء من 38555 طلبا عام 2016 إلى 22629 طلبا عام 2017 ثم وصلت إلى 3312 طلبا عام 2018، أي أنها شهدت انخفاضا بنسبة 91%. كذلك انخفضت نسبة طالبي اللجوء المسلمين من 45% من مجموع الطلبات عام 2016 لتصل إلى 15% فقط عام 2018.
وانخفضت أيضا أعداد المهاجرين من دول أغلب سكانها مسلمون بنسبة 30% منذ وصول ترامب. وكانت أعدادهم 117411 مهاجرا عام 2016 ووصلت إلى 82260 عام 2018.
وانخفضت نسبة المهاجرين المسلمين من مجموع المهاجرين من 19% عام 2016 لتصل إلى 15% عام 2018.
وترجع هذه الانخفاضات لعاملين، أولهما يتعلق بحظر دخول مواطني عدة دول إسلامية، وثانيهما يرتبط بالتشدد العام لإدارة ترامب مع المهاجرين والهجرة بصفة عامة والذي نتج عنه التدقيق الصارم في كل طلبات الهجرة.
ونظرا للبعد الجغرافي عن الدول العربية والإسلامية، لا تعرف الولايات المتحدة أعدادا كبيرة من المهاجرين المسلمين غير النظاميين.
وقال محامي هجرة للجزيرة نت “يوجد مئات وربما عدة آلاف من المسلمين ممن انتهت صلاحية تأشيراتهم للبقاء بالولايات المتحدة، وهؤلاء نوعان، أولهما من يطلب اللجوء لأسباب سياسية وهم الأغلبية، وأقلية تنخرط في المجتمع مثلهم مثل بقية المهاجرين غير الشرعيين”.