أشواق لفحل تكتب مقالا تحليليا بمناسبة اليوم العالمي للاجئ..

20 يونيو 2022
أشواق لفحل تكتب مقالا تحليليا بمناسبة اليوم العالمي للاجئ..

الصحافة _ الرباط

بقلم : أشواق لفحل _ وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في حكومة الشباب بالمغرب

تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تشهد الدبلوماسية المغربية تطورا واضحا في العلاقات الخارجية مع مختلف دول العالم وخاصة الافريقية منها٠

وبحكم موقعه الجغرافي، يعتبر المغرب محطة عبور نحو الديار الأوربية عبر البحر الأبيض المتوسط في اتجاه إسبانيا، وكذلك عبر المحيط الأطلسي نحو جزر الكناري من طرف عدد كبير من النازحين، حيث تختلف أسباب نزوحهم وتتنوع حسب البلدان التي ينحدرون منها، بيد أن السواد الأعظم منهم، تحركه الرغبة في تحسين الظروف المعيشية.

الكثيرون من هؤلاء المرشحون للهجرة،  اختاروا الاستقرار في المغرب لما وجدوا فيه من استقرار وحسن معاملة، فاعتبروه المكان المناسب لبداية حياة جديدة، ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها للحصول على اوراق الإقامة، إلا أن الحكومة المغربية تعمل جاهدة على توفير الحماية لهم، وخلق فرص الشغل لتمكينهم من الاندماج، وتواصل المفوضية جهودها بالعمل طبقا للإستراتيجية الوطنية للهجرة و اللجوء الحكومية، والتي أطلقت في عام 2013، حيث تحول المغرب سنة 2020 الى وجهة للاجئين وطالبي اللجوء، وتروم ذات الاستراتيجية توفير الحماية لهم، و كذا توفير الدعم النفسي والاجتماعي،  إضافة الى المساعدات النقدية، ودعم التعليم، وفرص الادماج الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم الخدمات القانونية، وإصدار الوثائق المدنية٠

ويصادف يوم اللاجئ العالمي، ال20 من يونيو من كل سنة، وهي مناسبة مخصصة للاجئين حول العالم، حيث أقيم أول إحتفال بهذا اليوم على مستوى العالم لأول مرة في 20 يونيو سنة 2001، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لإتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ.

وكان ذلك اليوم يعرف من قبل بيوم اللاجئ الإفريقي، قبل أن يتخصص رسميا باعتباره عالميا للاجئين حول العالم، وذلك في ديسمبر من سنة 2000. ونظرا لما يعرفه اليوم العالمي للاجئ من أهمية، حيث يعتبر مناسبة للتذكير بتحسين أوضاعهم وتوفير عيش آمن لهم.

هذا وقد قمت بالتحاور مع عدد من اللاجئين والمقيمين، وكانوا من جنسيات سورية و إفريقية، ليتبين أن عددا من  الأسر السورية استقرت واندمجت بشكل كامل بالمغرب، وهي تعمل خاصة في مجال الطبخ وتقديم الوجبات الجاهزة. وتبقى الملاحظة الأهم هي أن الجالية السورية حققت نجاحا كبيرا في الجانب المهني، أما بالنسبة للمواطنين الأفارقة فهم يمتهنون بعض الحرف ويعملون كمياومين، كما أن هناك من يتابع دراسته بالمؤسسات والجامعات المغربية، أو يمارسون نوعا من الرياضات. وقد تركزت أسئلتي معهم حول ما تقدمه الدبلوماسية المغربية لهم، وما هي المشاكل التي يواجهونها كلاجئين،  وكانت الإجابات مختلفة ومتنوعة، حيث يعتبر البعض منهم أن اللغة التي تعتبر ميزة نعتز بها كمغاربة، تمثل لهم عائقا للإندماج بسهولة، وهناك من أضاف أنه لا يشعر بالإنتماء الروحي والديني، إلا أنهم اجتمعوا على إمتنانهم الكبير لكل ما تقدمه لهم الدولة المغربية، وعلى الترحيب والكرم كطابع يطبع المواطن المغربي، وبأن أوضاعهم قد تحسنت كثيرا، وهناك مجموعة كبيرة منهم يعملون بجد لتعلم اللغة العربية والتعرف أكثر على الثقافة المغربية وعلى الدين الاسلامي.

أما عن الصعوبات التي يواجهونها، فتكمن خاصة في كثرة الوثائق المطلوبة للإقامة، وتصريح الاقامة، وصعوبة الحصول عليها، حيث قال البعض منهم أنها عملية صارمة للغاية ومرهقة وتستغرق مدة طويلة، كما أنهم يطالبون بأن تكون الرعاية الصحية للاجئين متاحة وسهلة٠

كما أن مجموعة من هؤلاء، وخاصة الشباب منهم، ليسوا على دراية بكل ما تقدمه الدولة للاجئين، ويعتمدون فقط على زملائهم وأصدقائهم غير المغاربة للحصول على معلومات في هذا الشأن، وهذا يشير إلى أن المسألة الاعلامية على المحك،! ويجب ان تلعب دورها في هذا المجال للتعريف أكثر بالدور الرائد الذي تلعبه الدبلوماسية المغربية، وما يمكن تقديمه لهذه الفئة من المجتمع، وتقدم برامج يومية تختص بشؤونهم، وأن لا تقتصر على نشرات الأخبار في التواصل.

أشواق لفحل – وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في حكومة الشباب بالمغرب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق