الصحافة _ كندا
تشهد أسواق اللحوم الحمراء في المغرب تذبذبًا غير مسبوق في الأسعار، حيث تباينت تكلفة الكيلوغرام الواحد من اللحوم بين مناطق مختلفة، دون وجود استقرار واضح رغم الانخفاض الطفيف المسجل في بعض نقاط البيع. ويعود هذا الاضطراب جزئيًا إلى الإهابة الملكية بعدم أداء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى، مما أثر بشكل مباشر على سوق الماشية، في حين تمسك العديد من التجار بالأسعار المرتفعة، وسط استياء المستهلكين الذين كانوا يترقبون تخفيضات أكبر.
في بعض المدن مثل سلا والدار البيضاء وأكادير، انخفضت أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات متباينة، حيث تراوح سعر لحم الغنم بين 80 و120 درهمًا، بينما تتراوح أسعار لحوم الأبقار بين 70 و110 دراهم حسب المصدر والجودة. غير أن التجار ما زالوا مترددين في خفض الأسعار بشكل موحد، خوفًا من عودة الارتفاع في المستقبل، ما جعل السوق يعيش مرحلة اضطراب لم تصل بعد إلى التوازن المنشود.
ورغم دخول اللحوم المستوردة إلى السوق بأسعار أقل، إلا أن شرائح واسعة من المغاربة تفضل اللحوم المحلية، مما يحد من تأثير هذا العامل على التخفيضات العامة. في المقابل، يرى الخبراء أن التساقطات المطرية الأخيرة قد تدفع المربين إلى الاحتفاظ بمواشيهم، ما قد يؤثر على إمدادات السوق في المستقبل القريب. وفي ظل غياب تدخل حكومي فعال لضبط السوق، يظل المستهلك المغربي أمام واقع غير مستقر، بين انتظار انخفاضات حقيقية واستمرار تحكم بعض التجار في الأسعار وفق مصالحهم.