الصحافة _ كندا
في مشهد غير مسبوق، شهدت الأسواق المغربية اليوم الخميس تراجعًا حادًا في أسعار الماشية، حيث عادت الأسعار إلى مستويات لم يشهدها المغاربة منذ سنوات، وذلك عقب القرار الملكي الداعي إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام. هذا الانخفاض المفاجئ في الأسعار أحدث زلزالًا في القطاع الفلاحي، حيث وجد “الكسابة” أنفسهم أمام مأزق اقتصادي حقيقي، فيما استبشر المواطنون بعودة اللحوم إلى أسعار أكثر اعتدالًا.
الركود خيّم على الأسواق الأسبوعية، مع تراجع الإقبال بشكل كبير، بينما حاول المربون تصريف قطعانهم بسرعة لتجنب خسائر أكبر، بعدما تراجع الطلب بشكل حاد. الفلاحون، الذين يعوّلون على عيد الأضحى كمصدر دخل أساسي، اعتبروا القرار الملكي “ضربة قاضية”، مشددين على أن الأزمة ليست من صنعهم، بل نتيجة تراكمات سياسة فاشلة في تدبير القطاع.
في المقابل، عبّر المستهلكون عن فرحتهم بانخفاض الأسعار، حيث انحدرت أثمان رؤوس الأغنام إلى أقل من النصف مقارنة بالأسابيع الماضية، وسجلت الأبقار أيضًا انخفاضًا كبيرًا. هذا التراجع يبشّر بانخفاض مرتقب في أسعار اللحوم الحمراء التي بلغت مستويات قياسية خلال الأشهر الماضية، مما يخفف من وطأة الغلاء على الأسر المغربية.
يأتي هذا التغيير في السوق بعد أن تلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مساء أمس الأربعاء، الرسالة الملكية التي دعت المغاربة إلى إحياء عيد الأضحى بروحانيته المعتادة، دون القيام بشعيرة الذبح، مراعاةً للظروف الاقتصادية والمناخية التي تمر بها البلاد. في ظل هذا القرار، تبقى تداعياته مفتوحة على احتمالات متعددة، بين ارتياح المستهلكين وتخوف الفلاحين من مستقبل غامض!