في خطوة تصعيدية تُنذر بمزيد من التوتر داخل التحالف الحكومي، أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار عن “خرجة وطنية” لرئيسه، ورئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال أبريل المقبل، تشمل جميع جهات المملكة.
وستعرف هذه الجولة مشاركة وزراء الحزب، تأتي في سياق سياسي ساخن، حيث تتزايد ملامح حملة انتخابية مبكرة بين الأحزاب الثلاثة المشكلة للحكومة.
ومنذ أسابيع، دخل حزبا الاستقلال والأصالة والمعاصرة على خط الاستعدادات الانتخابية، عبر تنظيم لقاءات تواصلية ضخمة، تعكس رغبة معلنة في تصدر المشهد السياسي وقيادة “حكومة المونديال” بعد انتخابات 2026.
وعلى الرغم من اجتماع قادة الأغلبية في يناير الماضي، الذي توافقوا فيه على تهدئة الأجواء، إلا أن السباق لم يتوقف، بل زادت وتيرته، مع استمرار اللقاءات الميدانية والتعبئة الداخلية لكل حزب على حدة.
وفي الوقت الذي واصل فيه الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، جولاته التواصلية، التي شهدت حضورا جماهيريا كثيفا في الفقيه بنصالح، غاب حزب الأصالة والمعاصرة عن الساحة منذ لقاء مراكش منتصف يناير.
غير أن مصادر تؤكد أن “البام” يستعد لاستئناف تحركاته، خاصة بعد تصاعد التوتر بينه وبين حزب الأحرار، بسبب خلافات حول خارطة طريق الحكومة لإنعاش التشغيل.
وفي لقائه بأعضاء حزبه في الجديدة، رفع عزيز أخنوش سقف خطابه السياسي، مدافعا بشراسة عن أداء حكومته، التي قال إنها تصدت لـ”إرث ثقيل” من التأخير في المشاريع الكبرى، وتمكنت من تحقيق إصلاحات جوهرية، رغم التحديات المتتالية، من جفاف وجائحة كورونا إلى تداعيات زلزال الحوز والحرب الأوكرانية.
واستعرض أخنوش ما وصفه بـ”البصمات التاريخية” لحكومته، وعلى رأسها تعميم الحماية الاجتماعية، التي مكنت 4 ملايين أسرة مغربية من دعم مالي يتراوح بين 500 و800 درهم، إضافة إلى تخصيص 950 مليار درهم لتأهيل المنظومة الصحية، ورفع أجور الموظفين بـ44 مليار درهم، فضلا عن دعم الجماعات الترابية بزيادة غير مسبوقة في حصتها من الضريبة على القيمة المضافة، بعد ركود دام 20 سنة.
وفي مواجهة انتقادات المعارضة، أطلق رئيس الحكومة تصريحات نارية، مؤكدا أن “الخصوم السياسيين يمارسون ماركاجا سياسيا، لكن ذلك لن يمنع فريقه من تسجيل الأهداف، لأن وزراء الأحرار هم لاعبون مميزون”، في إشارة إلى ثقة حزبه في كسب رهان المرحلة المقبلة.
وأضاف، بنبرة تحدٍّ، أنه لو أراد الدخول في “معارك كلامية” لذكر التأخر الذي شهدته المشاريع الهيكلية في الحكومات السابقة، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية المائية، التي تعاني اليوم من مشاكل متراكمة.