الصحافة _ كندا
في خروج ناري بعد غياب طويل، فتحت حسناء أبو زيد، القيادية الاتحادية والبرلمانية السابقة، النار على قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معتبرة أن الحزب بلغ في عهد إدريس لشكر أدنى مستوياته السياسية والأخلاقية، ويمر حاليًا بـ”مرحلة سوداء” في علاقته بالدستور والمؤسسات الديمقراطية.
وفي تدوينة نارية، وصفت أبو زيد الوضع الراهن داخل حزبها بـ”الانزلاق الخطير”، موجهة اتهامات صريحة للقيادة الحالية بـ”تسفيه تاريخ الحزب الوطني والمكتسبات الدستورية”، وتحويل الحزب من حامل لمشروع وطني نضالي إلى مجرد أداة سياسية تُستعمل في عمليات “التحايل المؤسساتي” لفائدة من وصفتهم بـ”الممولين”، في إشارة إلى ما تعتبره ارتهانًا لمصالح ضيقة على حساب الإرث النضالي للاتحاد.
خروج أبو زيد تزامن مع الجدل الذي أثاره انسحاب الاتحاد الاشتراكي المفاجئ من ملتمس الرقابة ضد الحكومة، وهو القرار الذي وصفته أطراف سياسية عديدة بـ”المشبوه”، ورأت فيه خضوعًا لتفاهمات في الكواليس، نسفت جهد المعارضة لإرباك الأغلبية.
وفي هذا السياق، لم يتردد حزب العدالة والتنمية في توجيه اتهام مباشر للكاتب الأول إدريس لشكر، بـ”عقد صفقة سياسية” مع رئيس الحكومة، تهدف إلى إجهاض المبادرة البرلمانية، وهو ما فتح باب التأويلات والشكوك داخل المشهد السياسي.
أبو زيد، التي طالما عُرفت بمواقفها الصريحة، اعتبرت ما يجري “تحقيرًا ممنهجًا لعقيدة الحزب ومبادئه”، متهمة القيادة الحالية بـ”الريادة في المسخ السياسي”، وتحويل الحزب إلى “فاعل سلبي” يتم توظيفه لاستخدام الأدوات الدستورية في خدمة حسابات سياسية مغلقة.
خروج حسناء أبو زيد يعيد إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول مصير الاتحاد الاشتراكي، ومستقبل ما تبقى من معارضته داخل المشهد السياسي، في ظل صمت عدد من قياداته التاريخية، وتحول الحزب من صوت للديمقراطية إلى أداة تبريرية وسط أزمة ثقة عميقة تعصف بالمؤسسات الحزبية في البلاد.