بعد فروض الإحترام والتقدير الواجب
أحمل إليكم جلالة الملك رسالتي اعتبارا أني مواطن مغربي وواحد من رعاياكم الأوفياء , وقد أكدتم يا ملك البلاد في العديد من الخطب السامية أنكم ملكا لجميع المغاربة دون إستثناء وأن سياستكم الرشيدة تصب في خدمة الصالح العام للبلاد والعباد , وقد أعطيتم تعليماتكم وأوامركم للحكومة الحالية وما قبلها أن تدبر الشأن العام بكل نزاهة وشفافية وأن ترقى في تدبيرها لخدمة المواطنين , ووجهتم جلالتكم رسائل واضحة للأحزاب المغربية وكذا المنتخبين والبرلمانيين دون إغفال للإدارة المغربية , وكانت رسائلكم صارمة وأنتم تضعون أصبعكم على مواطن الخلل والتقصير ومعاناة المواطن الوفي الذي يستحق التكريم في إدارته السمحة والسلمية في كل الأحداث , مصطفا بجانبكم ومتعلقا بأهذاب العرش ناصرا الملكية الشرعية للمملكة المغربية .
جلالة الملك نصركم الله : إن المشهد الحزبي لايبشر بالخير , فالأحزاب المغربية تخلت على مسؤوليتها الدستورية , وزاغت لتدبير مكاتبها السياسية ومقراتها الفاخرة وأعطت أهمية كبيرة للتفاخر بالمنصب و بربطة العنق والبدلات الأوروبية والأمريكية والسيارات الفارهة , حتى أصبح بعض الأمناء تُقبل أيديهم بشموخ وتعجرف وأن سلطتهم فوق سلطة الشعب هذا الأخير – الشعب – حامي الملكية من أعداء الوطن .
جلالة الملك نصركم الله :
إذا كانت الأحزاب المغربية فقدت ثقتها
إذا كانت الأحزاب هي التي تزكي المرشح
إذا كانت الأحزاب هي التي تنتج النخب
إذا كانت الأحزاب هي التي تدبر 99% من الجماعات المحلية
إذا كانت الأحزاب هي التي تدبر جهات المملكة
إذا كانت الأحزاب هي المكون لمجلس النواب
إذا كانت الأحزاب ونقاباتها هي المكون لمجلس المستشارين
إذا كانت الأحزاب هي المكون للحكومة
أليست الأحزاب هي المسؤولة بالدرجة الأول
على هذا الذل والعار الذي لحق بالبلاد والعباد
وجعلنا في الحضيض ؟
اللا معقول هو أن تلوح بعض القيادات داخل الحكومة وخارجها بأن الملك هو المسؤول وأنها لا تحكم وأن ما تقوم به تكريس للتعليمات والسياسة الرشيدة وتؤكد في خرجاتها الإعلامية أن ما وصل إليه المغرب في سياسته هو تدجين للأحزاب وتقزيم لدورها سواء الحزبي أو التدبيري من خلال المجلس الحكومي , ما يجعل هذه التصريحات تؤخذ على محمل الجد وتتداول على وسائل التواصل الإجتماعي ويتبناها أعداء الوطن في تقاريرهم التي تصل إلى الملحقين الصحافيين بقنصليات وسفارات الدول وتستثمرها الجمعيات الحقوقية والمنظمات الدولية والإعلام الأجنبي بجميع مكوناته .
جلالة الملك نصركم الله :
الشعب المغربي أصبح منقسما يعيش شتات الفكر من هول التدبير العشوائي والتناقضات الحاصلة في تدبير السياسات العمومية المتعلقة بالمجتمع والإقتصاد والحقوق والعدالة الإجتماعية وملف مغاربة الخارج , هذا الأخير الذي لم يتحقق فيه أي شيئ ولازالت الجاليات المغربية بدول الإستقبال تعيش على أمل تنزيل الفصول الدستورية وتحقيق مضامين الخطب السامية لجلالتكم بالمشاركة السياسية لمغاربة الخارج , ورغم الإحتقان الذي أوصلته إليه السياسات الحكومية بعد الدستور الجديد فالمغاربة يتوجهون إلى ملك البلاد لكونهم لا يثقون في الأحزاب ( الوسيط المعول عليه ) فالإنتخابات على الأبواب والجموع الحزبية لا تتحدث عن مأساة المواطنين في ظل الجائحة وما يأـي لا قدر الله , إنها منهمكة في الإنتخابات وفي القاسم الإنتخابي وفي اللوائح الوطنية ولائحة الشباب والنساء وأن علاقة الأحزاب بالمواطن هي صناديق الإقتراع , ما يؤكد أنها – الأحزاب – ليست في خدمة المواطنين , والمواطن له ملكه هو المسؤول عنهم , إعتبارا أنه ملك البلاد ورئيس الدولة .
جلالة الملك أيدكم الله بالحكمة والتبصر :
إن الشعب المغربي يحن إلى قيادتكم الحكيمة وله الرغبة الأكيدة في الحكم المباشر وأن تفتحوا مسارا جديدا يكرس العلاقة الوطيدة التي تجمع الملك والشعب دون وسيط لكون المغاربة لايرغبون في هيئة إنصاف ومصالحة جديدة بعدما دفنا الماضي وأن تكون الإنطلاقة إن شاء الله بمبادرة الثقة التي تبدأ بإطلاق سراح جميع معتقلي الحراك في المغرب والعفو على جميع الصحافيين وأصحاب الرأي ثم تحقيق البرنامج التنموي من أجل غد أفضل .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حسن أبوعقيل
مواطن مغربي
تحياتي الخالصة