الصحافة _ حكيم الزوهري
كشف نائب برلماني ينتمي لإحدى للأحزاب المعارضة، أن تأجيل مشروعي قانونين يتعلقان ببسط المغرب ولايته القانونية على المجال البحري، كان بطلب من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مشددا على أنه أكد أنه فعلا كان القانونين مبرمجين في الجلسة التشريعية ليوم الإثنين الماضي، إلا أن مكتب مجلس النواب، تلقى إتصالًا من الوزير ناصر بوريطة يطلب التأجيل، مضيفا – البرلماني – أن القانون لايسمح به بذلك، وأن طلبات الحكومة بتأجيل النصوص يكون داخل اللجان فقط وليس الجلسات العامة، وأن ذلك هو شأن داخلي لمكتب مجلس النواب.
ولم يبرمج مكتب مجلس النواب المجتمع يوم الثلاثاء المنصرم النصين المذكورين في الجلسة التشريعية المقبلة، وهذا ما يُفند إدعاءات صادرة عن مصادر دبلوماسية مجهولة الهوية، والتي أكدت أنه لم يكن هناك تأجيل وأن القانونين يدخلان في إطار السيادة المغربية والقانون الداخلي ولا يجب برمجتهما مع قوانين متعلقة باتفاقيات ثنائية ودولية صادق عليها المغرب.
إن صدور تكذيب تأجيل المصادقة على قوانين ترسيم الحدود البحرية مع اسبانيا من مصدر قيل إنه من الجهاز الدبلوماسي لكن فضل عدم كشف هويته يثير أكثر من علامة استفهام.
فإن المصادر المجهولة الهوية تكون في حالات محددة. إما أن الخبر مسرب وهناك خوف من العقاب. أو أن الخبر مرتبط بأمور أمنية حساسة ولا ينبغي تعريض المصدر للخطر. أو أن هناك رغبة دفينة في عدم تحمل الجهة المصدرة للخبرة بهذه الطريقة أي مسؤولية عنه ويمكنها نفيه في أي لحظة.
ومادمنا أمام قوانين ترسيم الحدود صادقت عليها لجنة الخارجية في مجلس النواب بالإجماع وكان الأمر سيكون كذلك بالإجماع في الجلسة العلنية، فلماذا التأجيل إلى أجل غير مسمى، ولماذا استعمال مصدر يرفض الكشف عن هويته وكأننا أمام سر مرتبط بتهريب المخدرات أو بالإرهاب.
هذا ليس سرا، هذا أمر يهم المغاربة جميعا، ويبدو أن ناصر بوريطة ورط الدولة والمغاربة في أزمة سياسية ديبلوماسية دولية كبيرة ليس فقط مع اسبانيا وإنما مع الأمم المتحدة ومع الاتحاد الأوروبي باعتبار أن ترسيم الحدود مع اسبانيا هو ترسيم مع الاتحاد بكامله، وبالتالي احتكاك مباشر مع مصالح أوروبية متنوعة.
إن طريقة ناصر بوريطة في تسريب خبر عدم تأجيل التصويت على القوانين المذكورة بالاكتفاء بالقول “مصدر من وزارة الخارجية رفض الكشف عن هويته” أسلوب لا يليق بمؤسسات دولة كبيرة، وغير مجد لتلميع صورته أمام زحف وتوحش الاسبان في ضرب مصالحنا خلال الأيام الأخيرة أمام ضعف شديد لوزارة بوريطة في الرد والتصدي لذلك.
فعوض أن يخرج وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، للرد بقوة اكتفى بمصدر مجهول الهوية كتعبير عن خوف شديد، وعن رغبة في عدم تحمل مسؤولية هذا التصريح، وهو في ذاته تأكيد ضمني بأنه فعلا تم تأجيل التصويت، وتكذيب ضمني للتصريح نفسه بسبب عدم وجود جهة مسؤولة عن التصريح يمكن مطالبتها بالالتزام به مستقبلا.
يعني بالدارجة العامية معطاناش باش غ نشدوه مستقبلا منين نبغيو نطالبو ناصر بوريطة باتمام مسطرة التصويت. فوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج حينها غيقول لينا أنا أو وزارتي عمرنا عطينا شي تصريح.
فهذا هو حال الجبناء حين الفرار من المعارك غير المحسوبة. وربما لن نرى لهذه القوانين أثرا في المستقبل بعد اختفاء أثرها من البوابة الرسمية لمجلس النواب رغم مصادقة اللجنة عليها.
