الصحافة _ حكيم الزوهري
كشف مصدر جد موثوق لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، جيش فريقا من موظفي الجهاز الدبلوماسي المغربي للإشتغال مع إحدى وكالات الإتصال بُغية الترويج لما يعتبرها حصيلته الديبلوماسية خلال سنة 2019.
وحسب نفس المصدر، فإن ناصر بوريطة خصص ميزانية مالية ضخمة للترويج لما يصفها بحصيلته الدبلوماسية، وتلميع صورته لدى المغاربة، وذلك بعد الانتكاسات الدبلوماسية الخطيرة التي تسبب فيها للدولة المغربية، وبعد سلسلة من الأكاذيب التي أطلقها على ملك البلاد والمغاربة، ولم يتحقق من وعوده الدبلوماسية الكبرى أي شيء.
ويعتبرُ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نفسه، بوحدُو مضوي البلادْ وحتى واحد ما خدام فالدبلوماسية من غيرُو، حيث أن القصاصة التي عممها على وسائل الإعلام، وهي عبارة عن مقال جاهز للنشر مدفوع الأجر باعتباره اشهارا سياسيا، ينسب فيها كل المكاسب الديبلوماسية المغربية فقط لنفسه ويقصي الجميع.
فقد أقصى ناصر بوريطة من قصاصته التي اجتاحت مختلف المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية، الإنجازات الكبرى التي حققتها الدبلوماسية الملكية بقياة الملك محمد السادس، والدبلوماسية البرلمانية بقيادة نواب الأمة الذين لعبوا دورا بالغ الأهمية في تصديق أوروبا على الاتفاقية الفلاحية، وأمعن في ذات القصاصة في تقزيم الأدوار الدبلوماسية الكبرى التي قامت بها المؤسسة الملكية والمؤسسة البرلمانية خلال سنة 2019 وباقي المؤسسات الدستورية ومختلف الأجهزة المعنية، واعتبر نفسهُ بطلا دبلوماسيا بدون منافس بما في ذلك الملك نفسه لكونه لك يشكر أو يتفضل في قصاصته بتوجيه الشكر لباقي الفاعلين الذين واكبوه في مهامه.
وأضحى ناصر بوريطة خلال الأيام الأخيرة مشغولا بلتميع صورته في وسائل الإعلام وكأنه رجل سياسي أو مرشح انتخابي، وتحويل الأنظار عن فشله الديبلوماسي في إقناع الإسبان بقوانين ترسيم الحدود البحرية، حيث كان عليه الحوار مع اسبانيا والتفاوض مع الجيران قبل وضع النصوص في مجلس النواب والمصادقة عليهما في اللجنة حينها كان سيبدو قويا مع الاسبان. بذلك فتح بوريطة على المغرب جبهة كانت نائمة وهي جبهة الاسبان والكناري بعدما استفاقت من جديد الجبهة الجزائرية المعادية لمصالح المغرب فأي وزير هذا الذي يعادي الجميع ويعطي الانطباع للأمم المتحدة أنه غير مؤمن بمسارها في تسوية قضية الصحراء المغربية أن إرادته الحقيقية هي التي يعكسها على الأرض في ترسيم الحدود وليس في قرارات الأمم المتحدة.
أما الآن حتى ضغطت اسبانيا، وحلقت علينا بطائرات f18 عاد خرج بوريطة كيقول منفتح على الحوار، فهذا آسي بوريطة هو قمة الضعف، لأننا سنجلس تحت الضغط، وربما خوفا، وحينها الاسبان سيفرضون شروطهم.
فكيف سنسمي هذا الحوار بعدما صادقت اللجنة ثم سحبنا القوانين إلا خضوعا لإرادة الأقوى.
كان عليك آسي بوريطة الحوار قبل وضع النصوص. فهذا خطأ ديبلوماسي كبير لا يغتفر في تدبير الملف من طرفكم لأنكم أخطأتم ربما تقدير الوضع السياسي في اسبانيا.
تناقض كبير في تصريحه ليوم أمس فهو حينا يقول قوانين ترسيم الحدود هي قرار سيادي مغربي وحق لبلادنا وتارة يقول نحن منفتحون على التفاوض والحوارمع اسبانيا حول حقوقنا السيادية الشيء الذي يرفضه المغاربة جميعهم.
سيظل بوريطة إطارا تقنيا يحمل في عقله وقلبه ذلك الموظف الصغير البسيط بدون بوصلة سياسية أو عمق استراتيجي للشؤون الخارجية.