الصحافة _ أكرم التاج
عين الملك محمد السادس يوم الأربعاء 09 أكتوبر الجاري، نادية فتاح العلوي، القادمة من عالم المال، لتكون على رأس وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، بإسم حزب التجمع الوطني للأحرار، والتي لا يجمعها بالتنظيم الحزبي أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد.
وتُعتبر نادية فتاح العلوي، إحدى الأذرع اليمنى لمولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ومالك مجموعة “سهام”، حيث كانت تشغل منصب المديرة العام لشركة “سهام المالية”، التي تدير 56 شركة تابعة لها في 26 دولة، فيما شغلت قبل ذلك سنة 2014، منصب نائبة الرئيس التفيذي للشؤون المالية والعمليات في ذات الشركة.
وشغلت نادية فتاح العلوي منصب نائبة الرئيس التنفيذي للشؤون المالية وعمليات الاندماج والشراء في مجموعة “سهام” سنة 2013، وساعدت سنة 2010 مجموعة “سهام” في عمليات الاندماج والاستحواذ في إفريقيا والشرق الأوسط.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن نادية فتاح العلوي المديرة العامة لـ”SAHAM Finances”،هي التي قادت العملية الضخمة تلك التي أقدم عليها مولاي حفيظ العلمي، والتي تتجلى في بيع “سَهام للتأمين” بالكامل لشريكه الجنوب الإفريقي “سانلام”، والذي يشتغل في مجال التأمين في القارة السمراء، وهي العملية التي طالته بسببها غضبة ملكية قوية في إحدى المجالس الوزارية، وما أعقب ذلك من حديث عن خيانة للوطن.
وكان الملك محمد السادس قد لام مولاي حفيظ العلمي خلال إحدى المجالس الوزارية، على الاتفاق الذي عقده مع المؤمن الجنوب أفريقي سانلام (Sanlam). هذا الاتفاق تم الإعلان عنه في شهر مارس من 2018، كما لو أنه “صفقة القرن”، حيث باعت مجموعة العلمي فرعها للتأمينات “ساهام” (Saham Finances) للعملاق الجنوب إفريقي في سوق التأمينات بمبلغ 1,05 مليار دولار، وهي العملية التي قادتها وأشرفت عليها نادية فتاح العلوي، التي تم تعيينها رأس وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي.
نقطة أخرى جذبت انتباه الرأي العام إلى هذه الصفقة التي أدارتها الوزيرة الجديدة في حكومة سعد الدين العثماني، خاصة عندما أثارها علنا عثمان بن جلون، رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE) : وهي النقطة المتعلقة بموقف جنوب إفريقيا في نزاع الصحراء المغربية. في ذلك الوقت، حاول مولاي حفيظ العلمي التسويق لصفقته مع شركة سانلام باعتبارها رغبة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع حليف تقليدي للبوليساريو. “لم يكن ليتقبل المغاربة أن يتم التنازل عن هذه الأسهم لجنوب أفريقيا؛ البلد الأكثر دعما لأعمال البوليساريو من بين الدول الـ54 في القارة الأفريقية” ، هكذا علق دون تردد، عثمان بن جلون الذي كان يشتبه في كون منافسه يحاول الاستحواذ على إمبراطورتيه المالية..
وأضاف عثمان بنجلون في ندوة صحفية سابقة، بأنه يرفض جملة وتفصيلا تمرير هذه الصفقة بما ان جنوب افريقيا لاتعترف بسيادة المغرب على صحرائه. معتبرا أن الأمر لا يخص شركة تأمين أو بنك، بل كل مقاولة صناعية مثل المجمع الشريف للفوسفاط، لأن هذه المقاولات هي ملك لكل المغاربة، ولا يحق تفويتها”، مؤكدا بأن مجموعته لن تتعامل مع أي جهة جنوب افريقية، سواء كانت “سانلام” او غيرها.
وتعتبر مجموعة “سانلام”، أول مجموعة تأمين بإفريقيا برأسمال يبلغ 16 مليار دولار، وتمكنت من خلال الاستحواذ على المجموعة المغربية، من تعزيز تواجدها على صعيد القارة، حيث تتواجد “سهام”، في 26 بلدا وذلك عبر 35 شركة تأمين.