الصحافة _ كندا
في تطور لافت يعكس تمسك الإدارة الأمريكية بموقفها الثابت تجاه قضية الصحراء المغربية، أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة لا تزال تضع على عاتقها دور الوسيط النزيه بين المغرب والجزائر، رغم اعترافها الصريح بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
وفي مقابلة حصرية مع قناة “العربية”، يوم الجمعة 18 أبريل 2025، من العاصمة واشنطن، كشف بولس عن إرادة أميركية لتقريب وجهات النظر بين الرباط والجزائر، مؤكداً أن أكثر من 200 ألف لاجئ صحراوي في الجزائر لا يزالون عالقين في انتظار حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي.
بولس شدد على أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء لا يعني انسحاب واشنطن من جهود الوساطة، بل يأتي في إطار دعم رؤية واقعية وعملية للحل، تقوم على مقترح الحكم الذاتي المغربي كخيار وحيد لتسوية عادلة ودائمة، تحفظ كرامة جميع الأطراف وتحترم وحدة الأراضي المغربية.
هذا الموقف أعاد التأكيد عليه وزير الخارجية الأمريكي خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء 8 أبريل، في واشنطن، حيث جدد دعم بلاده للمقترح المغربي، واصفاً إياه بـ”الجاد، الموثوق، والواقعي”، ومعتبراً أنه يشكل الأساس الوحيد لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها الملف.
اللقاء الذي تم في أجواء وُصفت بـ”الاستراتيجية”، تَوّج ببيان رسمي صادر عن الخارجية الأمريكية، أكد أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يظل الحل الوحيد الممكن والواقعي، وهو ما يُعد استمرارًا لنهج إدارة ترامب منذ ولايته الأولى.
من جانبه، أوضح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أن الرئيس ترامب حثّ كافة الأطراف المعنية على الدخول في مفاوضات فورية، دون شروط مسبقة، على أساس المقترح المغربي وحده كإطار جدي وقابل للتنفيذ.
وفي ظل هذا التوجه الأميركي الحاسم، يبدو أن الكرة باتت الآن في ملعب الجزائر، التي تجد نفسها أمام ضغط دولي متصاعد يدعوها إلى التخلي عن المواقف المتشددة، والانخراط في مسار واقعي لا يستند إلى الشعارات بل إلى المبادرات القابلة للتنزيل.
المراقبون يرون أن هذا التحول في الخطاب الأمريكي يُعيد رسم معالم الوساطة الدولية في ملف الصحراء، ويضع الأسس الأولى لتحول توافقي مرتقب… شرط توفر الإرادة السياسية من جميع الأطراف.