الصحافة _ وكالات
أثناء حديثه بمجلس النواب خلال دراسة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية برسم السنة المالية 2020، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة إنه سيتم إغلاق سفارة بنما في حال استمرارها في عدم الاعتراف بمغربية الصحراء. فهل يريد المغرب بعث رسائل إلى الدول الأخرى التي لا زالت تعترف بالبوليساريو؟
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني للقناة الثانية، إنه سيتم إغلاق سفارة بنما في حال استمرارها في عدم الاعتراف بمغربية الصحراء.
وأضاف بوريطة يوم الخميس بمجلس النواب خلال دراسة مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية برسم السنة المالية 2020 : ” المغرب غير من لهجته وبالتالي إذا ساندتم الانفصال، نساند الانفصال عندكم، وإذا ساندتم جماعات سلبية، ساندنا جماعات سلبية في أراضيكم”.
وللتذكير فقد خصصت بنما استقبالا حارا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أثناء مشاركته في حفل تنصيب الرئيس لورنتينو كورتيزو في أوائل شهر يوليوز الماضي.
ومدد زعيم الجبهة الانفصالية إقامته في بنما، وقام بزيارة عدد من المرافق الرئيسية في العاصمة، بما في ذلك قناة بنما الشهيرة، بالمقابل لم يعامل رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الذي توجه أيضا إلى بنما للمشاركة في ذات المناسبة بنفس الطريقة.
وبعد أسابيع قليلة من زيارة غالي، تم الإعلان عن إنشاء “مجموعة الصداقة البرلمانية البنمية الصحراوية”، وقبل ذلك تأسست جمعية مماثلة لجمعية الصداقة البرلمانية المغربية البنمية، غير أن البوليساريو تظل تحظى بمكانة أفضل في هذه الدولة التي تقع وسط أمريكا الجنوبية.
موقف متذبذب
في دجنبر من سنة 2013، قررت بنما تعليق اعترافها بجمهورية البوليساريو، لأنها “لا تتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة تماشيا مع مبادئ القانون الدولي”، غير أنه في يناير من سنة 2016 فتحت الجبهة الانفصالية سفارة لها في العاصمة بنما سيتي.
ولا يعرف ما إذا كان بوريطة يستهدف بتصريحه دولة بنما لوحدها، أم أنه يريد إيصال رسائل لدول أخرى تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية”، علما أنه قال أمام النواب “17 دولة بإفريقيا تعترف بالبوليساريو و12 بأمريكا اللاتينية، ودولتين بآسيا”.
يذكر أنه في عهد الملك محمد السادس، اختار المغرب تغيير نهجه الدبلوماسي، مع الدول التي تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية” وقام بإعادة ربط علاقات دبلوماسية معها بعد سنوات من القطيعة، بعدما تيقنت الدبلوماسية المغربية أن سياسة الكرسي الفارغ تضر بمصالح المملكة.
وساهمت هذه السياسة في توسيع التواجد المغربي في القارة الإفريقية، وبالخصوص في جنوبها الذي تتمتع فيه الجبهة الانفصالية بدعم كبير مستعينة بالتأثير القوي لحليفتها جنوب إفريقيا.