الصحافة _ الرباط
رسم أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية؛ عبد الرحيم العلام، السيناريوهات المتوقعة حول نتائج الانتخابات التشريعية والأحزاب التي ستكتسح المشهد السياسي في السنوات المقبلة و العوامل التي قد تحسم الفوز في الانتخابات.
وحول النتائج و الاحتملات المتوقعة خلال الاستحقاقات الانتخابية، اعتبر المحلل السياسي عبد الرحيم العلام، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”،أنه إذا فاز أحد الأحزاب سيحاول الآخرون تعليق فشلهم على توظيف الفائر لأحد عناصر قوته، وهي إما المال أو السلطة أو الدين.
وأوضح العلام، أن الأحزاب المتنافسة تحاول إخفاء حقيقة وهي أن لا المال ولا الدين ولا السلطة، هي من تصنع الفوز، وإنما القدرة على التأثير في الشارع، والمصداقية والنضالية. ولفت إلى أن الاتحاد الاشتراكي فاز على حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار في انتخابات1998، ولم ينفع لا مال التجمع ولا دين العدالة. وفاز العدالة والتنمية سنة 2011 و2016 رغم ما قال إنه “انحياز للسلطة”، ورغم الأموال الضخمة التي قال إنها وظفت من أجل منعه من الفوز، وقد فاز مرشحون ضد أشخاص ينتمون إلى مرجعية إسلامية، وفاز مرشحون فقراء ضد مرشحين أغنياء.
وأضاف أنه قد يكون الدين مؤثر، وقد يكون المال مؤثر، وهذا هو الحال في جميع أنحاء العالم، لكن يبقى ذلك، في ظل عمومية التصويت، محدود التأثير، وفي إمكان التغلب عليه، لو أن الأحزاب أطرت مناضلين، لا يهابون الضغوط التي تمارس عليهم من أجل عدم الترشح باسمها، ولو أن الأحزاب أطرت مناضلين لا يفضلون الترشح باسم أحزاب أخرى مقابل المال، ولو تمكنت الأحزاب من تأطير مندوبيها في مكاتب التصويت، واختارتهم من بين مناضليها، ودربتهم على سبل مواجهة أي خروقات، لما خشيت من تزوير نتائج أي من مكاتب التصويت، ولاستطاعت أن تحصل على النتائج قبل وزراة الداخلية عبر محاضر موقعة، بل يمكن للأحزاب أن تفوز -رغم المال ورغم الدين ورغم تحيز السلطة – لو أنها انخرطت في صفوف القواعد الشعبية، وغلّبت مصالح الناس على مصالحها الخاصة، بدل انغماسها في دواليب السطلة والطواف حولها.
وقال عبد الرحيم العلام “يمكن للمال، وللدين، ولدعم السلطة التأثير في الانتخابات التي تعتمد قاعدة انتخابية محدودة (غرف مهنية، تشكيل مجالس، تحالف حكومي…) لكن في انتخابات تنافس فيها الأحزاب على جلب ود أكثر من 16 مليون ناخب مسجل، لا مجال كبير لتأثير هذه العوامل، لافتا إلى أنه لا ينفي التأثير، ولكن المراد مناقشة حجمه.
وتابع بالقول إن المال يستطيع خلق الاعتقاد بقوة حزب معين، ويستيطع دعم السطلة خق الاعتقاد برضى السلطة على حزب معين، ويستطيع الدين الحفاظ على قاعدة ثابثة لحزب معين، لكن أكثرية المواطنين لا تكوّن قناعاتها بناء على المال أو ما تريده السلطة أو ما يروجه حزب عن نفسه من توجه ديني؛ لأنه ثبت، حسب العلام، أن هناك الكثير ممن هم في فلك السلطة قد صوتوا للعدالة والتنمية، وهناك الكثير ممن أخذوا الأموال من المرشحين لكن صوتوا لغيرهم، وهناك الكثير من المتديين ممن لم يصوتوا للعدالة والتنمية، بل منهم من يصوت ضده أو يدعو لمقاطعة الانتخابات برمتها.
وشدد على أن الذي يصنع الفوز هو الجاهزية الحزبية، وقدرة الأحزاب على تأطير المواطنين. وإن أكبر منافس للأحزاب السياسية، ليس الدين، ولا المال، ولا السلطة، وإنما هو العزوف عن الانتخابات، وهذا الأخير له أسباب موضوعية كثيرة، جزء منها تتحمله الأحزاب السياسية نفسها، وجزء آخر تتحمل مسؤوليته ممارسات قام بها النظام السياسي، وجزء منها مرتبط بمحدودية تأثير فعل الانتخاب في صناعة القرار، وجزء أكبر مرتبط بالإحباطات المتتالية، دون إغفال جانب اللامبالاة طبعا.