الصحافة _ كندا
في تحرّك نقابي غير مسبوق، أعلنت نقابتا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (UNTM) رفضهما القاطع لما وصفوه بـ”رسو سفن الإبادة الإسرائيلية” في الموانئ المغربية، مطالبَتين السلطات بالتدخل العاجل لمنع دخول سفينة شحن عسكرية يُزعم أنها تحمل دعمًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي هذا الموقف بعد تداول أنباء تفيد بقرب وصول السفينة الدنماركية “NEXOE MAERSK” إلى ميناء الدار البيضاء يوم الجمعة 18 أبريل 2025، ثم ميناء طنجة يوم الأحد 20 أبريل، وهي محمّلة بعتاد عسكري موجه إلى ميناء حيفا المحتل.
وفي بيانات شديدة اللهجة، دعت النقابات عمال ومستخدمي الموانئ إلى رفض التعامل مع السفينة، ومقاطعة كل خدمات الشحن والتفريغ والتزود والتموين المرتبطة بها، معتبرة أن أي مساهمة في هذه العمليات تشكّل “تواطؤًا مهنياً مع آلة القتل الإسرائيلية”.
وأكد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في بيان وقّعه تحت شعار: “نقابيون من أجل فلسطين.. لا شحن، لا تموين، لا تطبيع مع المجرمين!”، أن دخول هذه السفينة إلى الموانئ الوطنية “يشوّه الموقف المغربي التاريخي من القضية الفلسطينية”، محمّلاً السلطات العمومية مسؤولية ما قد يترتب عن ذلك.
من جهتها، عبّرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عن رفضها المطلق لأي تواطؤ “صامت” مع عمليات الإبادة التي تستهدف الفلسطينيين، معتبرة أن السفينة تحمل معدات حربية متطورة من طائرات F35 وقطع غيار تستعمل في القصف والقتل والتدمير، وداعية إلى جعل ميناءي الدار البيضاء وطنجة “خارج نطاق الجريمة”.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت النقابات عن انخراطها في وقفات ومسيرات شعبية دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أبرزها وقفة أمام ميناء الدار البيضاء يوم الجمعة، ومسيرات شعبية يوم الأحد من ساحة ماريشال وميناء طنجة والقصر الكبير.
النقابات شدّدت على أن مقاطعة هذه السفن ليست فقط موقفًا نقابيًا، بل “واجب إنساني وأخلاقي”، مطالبة الشغيلة المغربية بألا تكون “جسرًا للعدوان”، وأن ترفض أي مشاركة في دعم لوجستيكي مباشر أو غير مباشر لـ”سفن الموت”.
وبينما تستعد الموانئ المغربية لاستقبال السفينة المعنية، تتصاعد الضغوط الميدانية على الحكومة، التي لم تُصدر لحد الآن أي موقف رسمي، وسط تصاعد نداءات المقاطعة وتحركات الشارع الرافضة لأي شكل من أشكال التطبيع العسكري.