الصحافة _ وكالات
أن تحاول الجزائر، بكل خفة العقل والنزق اللذان يميزانها جر المغرب للتصعيد، وأن يرد المغرب بكل هدوئه الشهير ورويته التاريخية المعروفة بالتعامل العاقل، فليس في الأمر أي جديد.
سنة الله التي لن تجد لها تبديلا جرت بذلك منذ القديم. وسنة الله لن تتغير، وستواصل الجزائر النزق، الذي لم يوصلها إلا إلى الباب المسدود مع شعبها الذي يطالب اليوم بالتغيير، وسيواصل المغرب في الوقت ذاته هدوءه والروية والنبوغ المغربي (الذي يزعج الكثيرين والذي هو سبب فخرنا الأساس هنا في الأحداث المغربية ببلدنا) لكي يصل إلى مايريد الوصول إليه: تنمية ناسه وأرضه.
الجزائر، وبعد أن فقدت القدرة على ترويض شبابها والشياب، قررت أن تتذكر أن أوفقير منح بومدين ذات يوم – وهما يهيئان الانقلاب العسكري الشهير في سبعينيات القرن الماضي – الحق على أرض مغربية لكي يضمن العسكري الخائن، إذا ما نجح في مهمته، مساندة العسكري الأكثر خيانة منه في الشرق.
قالت الجزائر في قرارة لاعقلها العسكري إن المغرب سيتضرر إذا ما تذكرت هذا الاتفاق المجحف في العرجة، وأن تصعيدا ما سيقع في الشرق من مملكتنا.
نسيت الجزائر المتصابية، المصابة بترهل كل العجائز الحاكمين فيها، أن بومدين بنفسه تصور يوما أن طرد مايفوق الثلاثين ألف مغربي يوم عيد الأضحى، سيخلق للمغرب أزمة اجتماعية كبرى ستقض البلاد والعباد.
احتضن المغرب أبناءه لأن « البراني عقوبتو لبلادو »، وبقيت الجزائر حاقدة منذ ذلك التاريخ، تتصور اليوم أن مشكلة عشرات من مزارعي العرجة لن يستطيع المغرب حلها، هو الذي واجه مشاكل أصعب بكثير.
ليطمئن العساكر الهاربون من ثكناتهم، ومن الحروب التي لم يخوضوها يوما، والمستقرون على كراسي الحكم في الجزائر وعلى قلب الشعب هناك: لن ينجر المغرب للتصعيد، لأنه ليس بلد رد فعل، بل هو بلد الفعل كله. سنتريث، وسنحل المشاكل الحقيقية والأخرى المختلقة التي يسعى إليها كثير من المتربصين، وسننتظر أن يعود العقل إلى عقله هناك في الشرق، بعد أن يتمكن الشعب من تقرير مصيره بيده، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
إنتهى الكلام، مؤقتا، لأنه هنا في المغرب العريق لا ينتهي أبدا…وتلك هي سنة الله التي لن تجد لها تبديلا.
المصدر: أحداث أنفو