الصحافة _ كندا
دخل الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي مخاريق، في مواجهة مباشرة مع رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، على خلفية تصريحات الأخير التي اعتبرها هجومًا غير مبرر على النقابة وأسلوبًا متعاليًا وغير مسؤول في التعامل مع المؤسسات التشريعية.
التوتر تصاعد بعد أن وصف الطالبي العلمي انسحاب الفريق النقابي من جلسة التصويت بمجلس المستشارين بأنه “خيانة للسيادة الوطنية”، وهو ما أثار استياء عارمًا داخل الاتحاد المغربي للشغل، ودفع مخاريق إلى رد قوي خلال مشاركته في برنامج “أشكاين مع هشام”، حيث وجه انتقادات لاذعة للطالبي العلمي، معتبرًا أنه “يجب أن يخجل من نفسه”.
وخلال مداخلته، لم يتردد مخاريق في التذكير بأن للنقابة تمثيلية سابقة داخل معمل النسيج المملوك للطالبي العلمي، مشيرًا إلى أن المؤسسة كانت تنتهك أبسط حقوق العمال، حيث لا تحترم الحد الأدنى للأجور ولا تصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وأضاف بنبرة حادة: “هناك أشياء أخرى لا داعي لذكرها”، في إشارة واضحة إلى تجاوزات إضافية.
ودافع مخاريق عن انسحاب الفريق النقابي من الجلسة، مؤكدًا أن القرار كان مستقلًا ونابعًا من قناعة النقابة بالدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وليس من حق الطالبي العلمي التدخل في شؤون مجلس المستشارين أو محاولة فرض توجهاته على النقابات.
ووصل التصعيد إلى حد مطالبة مخاريق رئيس مجلس النواب بالاستقالة، مشيرًا إلى أن الجلسة المخصصة لمناقشة المشروع شهدت غياب 291 نائبًا وحضور 104 فقط، مما يعكس ضعف التفاعل البرلماني مع القضايا الجوهرية، متهمًا الطالبي العلمي بمحاولة فرض أجندته السياسية على المؤسسات التشريعية.
بدوره، أصدر فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين بلاغًا ندد فيه بما وصفه بـ**”نزعة الطالبي العلمي المتعالية ومحاولته التسلط على مؤسسات الدولة”**، مؤكدًا أن الدفاع عن حقوق العمال والحريات النقابية ليس خيانة للوطن، بل واجب وطني ودستوري.