الصحافة _ كندا
أطلق حزب التجمع الوطني للأحرار، يوم السبت بمدينة الداخلة، أولى محطات جولاته التواصلية تحت شعار “نقاش الأحرار”، والتي أعلن أنها مخصصة لعرض حصيلة تدبير الجماعات الترابية التي يسيرها الحزب. غير أن اللقاء سرعان ما تحول إلى منصة للدفاع عن عزيز أخنوش، رئيس الحزب ورئيس الحكومة، متجاوزًا الهدف المعلن للقاء.
وحسب معطيات حصلت عليها “نيشان” من مصادر خاصة، فإن أحد أبرز قياديي الحزب، خلال لقاء مغلق حضره وزراء وقياديون من المكتب السياسي، انبرى للدفاع بشدة عن أخنوش، مخصصًا مداخلته لتمجيد شخصه بدل تقديم معطيات ملموسة عن إنجازات الحزب محليًا أو حكوميًا.
وأفادت نفس المصادر أن هذا القيادي، المعروف بولائه المطلق لأخنوش، لم يضيع فرصة دون الإشادة به، واصفًا إياه تارة بـ”الرجل الوطني الكبير الذي يتحمل الضربات في صمت”، وتارة أخرى بـ”ولد الناس اللي كيخدم بنيتو لصالح الوطن”، في خطاب بدا وكأنه حملة موجهة أكثر من كونه نقاشًا مفتوحًا.
وأكدت المصادر أن اللقاء، الذي قدمه الحزب كجلسة مفتوحة مع المواطنين، كان في الحقيقة محكومًا بترتيبات دقيقة أُعدت مسبقًا، شملت انتقاء قوائم الحاضرين، وتحضير طبيعة المداخلات والأسئلة، بهدف التحكم الكامل في مجريات النقاش وتفادي أي مفاجآت قد تسيء لصورة الحزب أو قيادته.
وأضافت أن الحضور اقتصر على مدعوين بعناية من محيط الحزب ومنتخبيه المحليين، بينما مُنع بعض الفاعلين المدنيين من الولوج إلى القاعة بذريعة محدودية الأماكن، مما أفرغ الشعار المرفوع من محتواه.
وتشير المعطيات إلى أن الهاشتاغ الذي أطلقه الحزب بالمناسبة، “#مسار_الإنجازات”، أعاد إلى الأذهان تجربة سابقة للأحرار بعنوان “#مسار_المدن” قبيل انتخابات 2021، ما يعكس إصرار الحزب على إعادة تدوير أدوات تسويقية سابقة رغم تغير الظرفية السياسية والاجتماعية.
وبحسب مصادر “نيشان”، فقد شدد عزيز أخنوش، خلال اجتماعات داخلية سبقت اللقاء، على ضرورة الظهور بصورة “الحزب الحصين” في مواجهة ما وصفه بعض قيادييه بـ”التشويش السياسي”، خاصة بعد تصاعد الانتقادات الموجهة لحكومته سواء من المعارضة أو حتى من داخل الأغلبية، كما ظهر جليًا مع تصريحات نزار بركة الأخيرة.
اللقاء حمل أيضًا نبرة دفاعية واضحة عبر مداخلة راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي، الذي أكد أن “الأحرار يقود الحكومة بهدوء”، مهاجمًا أداء المعارضة التي وصفها بالضعيفة، ومؤكدًا أن الحزب وحلفاءه سيواصلون قيادة الحكومة لفترة طويلة بفضل ما اعتبرها “إنجازات”.
غير أن مصادر حضرت اللقاء أكدت أن العديد من القضايا الشائكة، مثل غلاء المعيشة وتدهور الخدمات الاجتماعية، تم تجاهلها أو الالتفاف عليها بخطابات عامة عن “الأزمات الدولية” و”الظرفية الاقتصادية العالمية”، مما أثار استياءً مكتومًا وسط بعض الحاضرين، خاصة المنتخبين المحليين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة غضب القواعد الشعبية.
كل هذه المعطيات تؤكد، بحسب مصادر “نيشان”، أن لقاء الداخلة لم يكن مجرد محطة تواصلية عادية، بل جزء من خطة استباقية لترميم صورة الحزب استعدادًا لاستحقاقات انتخابية قادمة يتوقع أن تكون شديدة الصعوبة في ظل متغيرات سياسية واجتماعية متسارعة قد لا تصب جميعها في صالح “الأحرار”، مهما تعددت أدوات الترويج والدعاية