الصحافة _ كندا
عبدالرحمان عدراوي
يعيش هاته الأيام رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية المكلف بإعداد نسخة الألعاب الأولمبية لسنة 2024 طوني إستانغيت ظروفا عصيبة بسبب التحقيقات الجارية حول طرق صرف الميزانيات المخصصة لهاته التظاهرة الرياضية العالمية، وبسبب كثرة اللغط الذي تشهده وسائل التواصل الإجتماعي، ناهيك عن الحملات الإعلامية التي تقودها القنوات التلفزية والمواقع الإخبارية والصحف؛ أصبح الكل يطالب بمعرفة تفاصيل صرف الميزانيات المخصصة لإعداد أولمباد 2024 بفرنسا.
فإذا كان المواطن الفرنسي على علم بالأجر الذي يتقاضاه رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية، والذي يبلغ 270000 أورو سنويا ناقص الإقتطاعات، ويتابع تطورات صرف الميزانية المخصصة للتظاهرة، فمن يخبر المواطن المغربي عن الأجر الذي يتقاضاه رئيس البعثة المغربية الى الكوت ديفوار، وكم كلفت البعثة التي سافرت الى الإمارات لحضور كوب 28 وبلغ تعداد افرادها 823 شخص.
سافرت البعثة المغربية الى كوت ديفوار ومعها 140 صحفي، قمنا بإصلاح فندق مصنف من فئة نجمتين، ليصبح فندقا من خمسة نجوم، ثم عدنا بخفي حنين من المنافسة الإفريقية.
يوم مواجهة المغرب وجنوب إفريقيا، حضر من جهتنا 140 صحفي، وحضر عن جنوب إفريقيا 5 صحفيين، وفي مقابلة زامبيا، حضر عنا 140 صحفي، وسبعة عن الخصم الزامبي، ومثل الوفد الصيني في كوب 28 بالإمارات 3 أشخاص فقط، بينما مثل المغرب 823 شخص.
تساءل البرلمانيون، وكتبت الصحافة، وطالب الجميع بتوضيح حول الوفود المغربية التي تمثل المغرب في تظاهرات رياضية، وأخرى خاصة بالمناخ، ولا أحد من المسؤولين كلف نفسه عناء الإجابة، وهنا يطرح التساؤل الأكبر، هل يتعلق الأمر بفسحة يستفيد منها المقربون والموالون، أم تمثيل للدولة المغربية يخضع للمساءلة، وتبرير الميزانيات المرصودة له.
الفرق بين ما يحدث في فرنسا وما يعيشه المغرب فيما يتعلق بمحاسبة من أوكلت لهم مهمة صرف اموال الدولة، هو أنه في فرنسا يتعلق الأمر بأموال دافعي الضرائب، وهم يستحقون التبرير، والتوضيح، والاستقالة أو الإقالة في حق المقصرين؛ بينما في المغرب، السائد بين عموم المواطنين، أن الأموال هي اموال لقجع، لأنه المسؤول عن الميزانية، ينفقها كيف يشاء.. يقول طبيب مغربي مقيم بفرنسا لجريدة الصحافة الإلكترونية.