الصحافة _ كندا
في مشهد احتجاجي غير مسبوق، اختارت ساكنة دواوير آيت بوكماز أن تُسمع صوتها عبر “مسيرة الكرامة” التي توجهت نحو مدينة أزيلال، في خطوة تعكس اليأس من وعود لم تتحقق والتهميش المزمن الذي تعانيه المنطقة الجبلية الوعرة، رغم ما تزخر به من مؤهلات طبيعية وسياحية.
وبعد يومين من السير على الأقدام عبر المسالك الجبلية، بسبب منع السلطات المحلية لسيارات المحتجين من مواصلة المسير، استقبل عامل إقليم أزيلال ممثلي الساكنة الغاضبة، حيث جرى حوار مباشر خُصص للاستماع إلى المطالب المستعجلة، التي تخص أساسًا إصلاح البنيات التحتية الأساسية وفك العزلة عن المنطقة.
وقد تعهد العامل، وفق مصادر محلية، بالتفاعل الإيجابي مع المطالب الاجتماعية العادلة التي رفعها المحتجون، وعلى رأسها إصلاح الطريقين الجهويين 302 و317، توفير النقل المدرسي، تعيين طبيب قار بالمركز الصحي وتجهيزه، وتحسين خدمات القرب التي تمس الحياة اليومية للساكنة.
وتجاوبًا مع هذا التفاعل، رفعت المسيرة الاحتجاجية شعار “صوت العقل”، معلنة توقفها مؤقتًا في انتظار وفاء الجهات المعنية بالتزاماتها. من جهتها، أصدرت اللجنة الإعلامية لانتفاضة الكرامة والعدالة المجالية بلاغًا عبّرت فيه عن الامتنان للشعب المغربي، ولوسائل الإعلام الوطنية والقوى الديمقراطية التي دعمت هذه الهبّة السلمية الحضارية، مؤكدة أن “الانتفاضة ستستمر حتى تحقيق كافة المطالب”.
ما جرى في آيت بوكماز لم يكن مجرد احتجاج اجتماعي، بل رسالة قوية تعبّر عن وعي جديد في المغرب القروي، ورفض لسياسات الإقصاء، وانتفاضة من أجل العدالة المجالية والكرامة. لقد اختار السكان الاحتجاج بأقدامهم وصدورهم العارية، مؤمنين أن الطريق إلى الإنصاف يبدأ من الضغط الشعبي السلمي.
المسؤولية الآن ملقاة على عاتق الجهات المختصة، التي يُنتظر منها أن تُثبت أن زمن التهميش قد ولّى، وأن لا منطقة في المغرب خارج خريطة التنمية والعدالة.