الصحافة _ عبد الرحمان عدراوي
محاولات حثيثة تقوم بها بعض الأوساط السياسية الفرنسية من أجل رأب الصدع بين باريس والرباط وإصلاح ما أفسده الرئيس ماكرون بسبب رعونة قراراته وتهورها.
ومن بين هذه المساعي الحميدة نذكر الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها إلى المغرب رئيس حزب “الجمهوريين” الفرنسي، إيريك سيوتي، مطلع شهر ماي المقبل.
ويتطلّع الزعيم السياسي الفرنسي إلى تقوية العلاقات بين المغرب وفرنسا بما فيه مصلحة البلدين من منطلق الارتباط التاريخي لهذا الحزب بأواصر الصداقة التي تربط الرباط وباريس كجزء من استمرارية تاريخ غني بين المملكة الشريفة والعائلة الديغولية، الذي تميز بالعلاقة المتينة والقوية بين الجنرال ديغول والملك محمد الخامس، رفيق تحرير فرنسا من النازية.
الدولة العميقة في فرنسا لا تريد ضياع المغرب ولا فقدانه وتحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه بعد الهفوات التي ارتكبها ماكرون وأخطاؤه في حق هذه الصداقة هي الأخوية والمسؤولة اتي ما فتئت تجمع بين الفرنسيين والمغاربة ليس فقط حول ماض مشترك ولكن أيضًا حول نفس الاهتمام لضمان الاستقرار والازدهار حول البحر الأبيض المتوسط، و هو الاهتمام الراسخ بالأمن والتقدم والازدهار الذي يحمله اليوم الملك محمد السادس بطموح، بصفته المحاور الأساسي لقضايا ورهانات حوض البحر الأبيض المتوسط.
الأمر الآن متروك للعمل معًا من أجل إحياء هذه العلاقة المستقبلية التي ستكون مفيدة لفرنسا والمغرب كما هي مفيدة لأفريقيا وأوروبا، تمهيدًا لمرحلة ما بعد ماكرون.