الصحافة _ وكالات
تتواصل الاحتجاجات في أنحاء السودان للتنديد بمقتل طلاب برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات في مدينة الأبيّض أمس الاثنين، بينما حمّلت قوى الحرية والتغيير المجلس العسكري المسؤولية وأجلت التفاوض معه رغم تنديده بما حدث.
رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني رأى أن رد الفعل السياسي إثر المجزرة انقسم إلى شق عاطفي، يتمثل في التنديد واستخدام العبارات المهولة للقضية، ووصف هذ النوع بالمجاني والسهل، بينما يغيب الرد المباشر الذي يحاول تغيير الواقع والتأثير في أحداثه.
وأشار ميرغني إلى أن ما يحدث في الميدان السوداني له صلة وثيقة بالشق السياسي، معتبرا أن موقف قوى الحرية والتغيير ما هو إلا نوع من المواساة، مؤكدا أن الوفد سيواصل اجتماعاته مع المجلس العسكري بصورة عادية.
واستبعد استمرار الفترة الانتقالية وفق هذه الشراكة، مشددا على أن المرحلة تشوبها مخاطر عديدة، لأن الشراكة ترافقها دماء أبرياء تسيل على الأرض.
كما انتقد ميرغني الغياب الكامل للشرطة التي وصفها بأنها السلطة الحقيقية، وانفراد قوات الدعم السريع للمشهد والتي تستسهل إطلاق الرصاص وهي غير مؤهلة أو مفوضة بالتدخل.
من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الباز أن مصطلح “المندسين” يلاحق الثورة منذ بدايتها، مشددا على أن هذه الرواية لم تعد مقنعة، لأن كل ما يحدث موثق والمجلس العسكري يعرف من يسميهم بالمندسين ولا يحاسبهم.
وقال الباز إنه لا مبرر لوجود قوات الدعم السريع داخل المدن، بينما تغيب الشرطة بشكل تام وهي مجهزة ومدربة للتعامل مع المتظاهرين السلميين، معتبرا أن المجلس العسكري هو المسؤول عن استخدام الرصاص والمجازر بالسودان.
أما عن مصير المفاوضات، فشدد على أن هناك جهات لا ترغب في تسليم السلطة للمدنيين لأنها تستفيد من عدم الاستقرار في السودان، خاصة أن انتكاسات التفاوض تفسد الشراكة وتسمم الأجواء بالخرطوم.
ولفت الباز إلى أن المجلس العسكري يقول إنه شريك في السلطة؛ في الوقت الذي لا يستطيع فيه حماية المتظاهرين، وبالتالي فهي شراكة تقتل ولا تتصدى للمندسين الذين يتحدثون عنهم.
وفي ختام حديثه، شدد على أن الحل يتمثل في عدم إيقاف ضغط الشارع على المجلس العسكري والاستمرار في المفاوضات في الآن ذاته، لأن المظاهرات جزء من العملية السياسية وليست معوقا لها.